بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 حزيران 2019 04:08م 250 ألف حالة في لبنان من ذوي الاحتياجات

ووزارة المال تتلقف اخيرا صرخة سيسوبيل والمؤسسات المهددة بالاقفال

حجم الخط
سيسوبيل هذه الجمعيّة التي  سدّت عجز الدولة عن خدمة الأطفال ذوي الاعاقات والصعوبات التعلميّة ،شكلت في قلب العاصمة الكسروانية جونيه -عين الريحانة محطة متطورة  لخدمة ذوي الحاجات من خلال سياسة ادارية وتعليمية ومهنية حديثة  تعتمد على التمويل الذاتي من خلال معمل الشوكولا او الالبسة والحلويات ومعارض الاعياد والمعارض الدائمة في جبيل وعينطورة والاشرفية .  وطالما  كانت سندا ماديا ومعنويا لمئات العائلات من كافة المناطق اللبنانية. 

واليوم نظرًا لأوضاعها الإقتصاديّة الدقيقة  اتّخذت جمعيّة "سيزوبيل"، سلسلة قرارات ‏تقشّفية.

السيّدة فاديا صافي، المديرة  التنفيذية لمؤسسة سيسوبيل عمّمت على أهالي المعنيّين بياناً، أخبرتهم  فيه عن التدابير ،ومن بينها وقف الوجبة اليوميّة للأطفال واستبدالها ‏بالسندويشات التي يؤمنها الأهل، وتعديل دوام الإستقبال في ‏المراكز، إذ سوف يكون فقط لمدّة 4 أيّام أي من الثلاثاء الى الجمعة"، مؤكّدةً أنّ "الجمعيّة وصلت إلى الخط الأحمر
وقالت حاولنا أن نُحارب بِكافة الطرق لكنّ لم يتحرّك أحد لمساعدتنا، وأغلب العائلات التي نتعامل معها أوضاعها الماديّة ليست جيّدة والجمعيّة  مديونة بمبلغ يفوق الـ 800 ألف دولار".

واعتبرت صافي، أنّ "الحلّ الأنسب في الوقت الراهن هو إعتماد سياسة التقشّف أيّ تقليل ساعات العمل وتخفيض المعاشات، بالإضافة إلى وقف استقبال الأطفال إبتداء من تموز"، موضّحةً " ان هذه السياسة المُعتمدة طبعًا ليست الحلّ إلّا أنّها تجعلنا نقوم بمهامنا قدر المُستطاع، وخلال شهر أيلول سيتحدّد مصير الجمعيّة، قائلةً:" لوقتها منشوف الله بـِ دبّر".

وشدّدت على أنّ الجمعيّة  تعتمد في هذه الأوقات على كرم أهل الخير والعطاء، كما و تحاول التواصل مع النواب لاسيّما وأنّ مشروع الموزانة سيُناقش في المجلس النواب، مُتأمّلةً بأن يتمّ التعامل بهذا الموضوع بكلّ جدّية وإنسانيّة.
وختمت: "هل من المسموح أن تكون ميزانيّة وزارة الشؤون الإجتماعيّة في الدّولة أقلّ من 1 في المئة؟؟"

وبعد ارتفاع صرخة الاهالي والمؤسسة  وصلت الصرخة  الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  الذي تابع مسألة الصعوبات المالية التي تواجه عدداً من المؤسسات الانسانية والتي تعنى بالاطفال وذوي الحاجات الخاصة، والتي ادت الى اعلان احداها الاقفال.

واتصل الرئيس عون بوزير المال علي حسن خليل وعرض معه للمعاناة التي تواجه هذه المؤسسات وتقرر ان يصار الى دفع جزء من المساهمات التي تقدمها الدولة لهذه المؤسسات خلال الايام القليلة المقبلة على ان تستكمل عملية الدفع في وقت لاحق وفق الامكانات المتوافرة.

كما حمل النائب نعمة افرام وجع اهالي ذوي الاحتياجات الخاصة والمؤسسات الراعية الى وزير المال أثناء انعقاد لجنة المال والموازنة وعاد بوعد من الوزير علي حسن خليل بتحويل الاموال المخصصة لهم خلال الاسبوعين المقبلين.

كلام افرام جاء عقب اجتماع باعضاء الاتحاد الوطني لشؤون الاعاقة وبمشاركة النائب أسعد درغام في مكتب لجنة الاقتصاد الوطني في مجلس النواب.

المؤسسات
بالتالي عبّرت المؤسسات البالغ عددها 103 عن شكرها لتلقف النائبين افرام ودرغام الاستغاثة والتلبية السريعة بعد ان أمضى الاتحاد أكثر من خمس سنوات ساعياً للوصول الى رؤساء الكتل النيابية والرؤساء الثلاثة إضافة الى الاعتصامات أمام مجلس الوزراء والنواب لايصال صرخة الاهل والاطفال، مشددة على أن من 3 الى 5 في المئة من شعب لبنان هم من ذوي الاحياجات الخاصة أي ما يعادل 250 ألف حالة، فهل يجوز أن الدولة لم تستطع مساعدة 10 ألاف شخص فقط؟ تحديداً وان كل معوّق مسجل على نفقة وزارة الشؤون الاجتماعية لا يحق للمؤسسة الراعية ان تستوفي المال من ذويه.

السيدة هنود عبّرت باسم الاهل عن خوف عميق من اقفال أبواب المؤسسات الحاضنة لذوي الاحتياجات الخاصة، فالمعوّق روح وجسد ويحق له بالرعاية الكاملة ولا يجوز للدولة ان تعتبره غير موجود على الاراضي اللبنانية لمجرد انها تنصّلت من توقيع العقود للعام 2019 فاصبحت عقوداً بلا رصيد، معربة عن خوف أكبر من عدم تجديد بطاقة الاعاقة عند الاستحقاق كل 5 سنوات مذكرة بما كان يحدث بالسبعينات عندما كانوا يقتلون المولود الجديد إذا كان معوقاً.

بدوره النائب أسعد درغام  توجّه الى المؤسسات قائلاً، ما كان عليكم ان تأتوا الينا اليوم مطالبين بحقوقوكم بل كان أجدى بنا أن نأتي نحن اليكم ونشكركم على جهودكم. فنحن لسنا أمام 10 ألاف شخص من ذوي الاحتياجات إنما أمام 10 ألاف عائلة لا تستطيع الذهاب الى عملها إلا عندما يكون أطفالها في المؤسسات.

رئيس حزب القوات اللبنانية تمنى بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية ان تفرج الدولة عن مستحقات السنة الماضية  للمؤسسات والجمعيات الخيرية التي تعمل جديا .وقد عمدت وزارة الشؤون الاجتماعية على وضع قائمة باسمائها بعد التدقيق باعمالها.

وقد زار وزير الشؤون الاجتماعية ريشار كويومجيان مؤسسة سيسوبيل قبل ظهر اليوم الثلثاء .وكانت الحفاوة بارزة عند الاهل والهيئة الادارية والاطفال الذي غنوا له وصفقوا لسماع الدولة صرختهم.