فيما عمّت الاحتجاجات الشعبية الغاضبة مختلف المناطق اللبنانية وازدادت مخاطر انزلاق البلاد الى الفوضى الأمنية لدرجة تحذير مجموعة الأزمات الدولية بـ «انهيار لبنان بعد أسابيع»! حذّر رئيس الحكومة من مؤامرة تلاعب بسعر الليرة، وانقلاب على الخطة الشرسة للحكومة في محاربة الفساد كما اسماها، في كلمة تجاهلت تسمية الانقلابيين والمتآمرين وحيّدت المرتكبين، فيما صحيفة «New York Times« عزت الأسباب الى «فشل الحكومة في تنفيذ الاصلاحات» وفقدان اللبنانيين ادخاراتهم ووظائفهم، في أزمة وصفها الاقتصادي نسيب غبريل بأنها «عميقة وكبيرة» وسط عدم الوضوح في مجريات المفاوضات مع صندوق النقد الدولي واشتداد الصعوبات المعيشية بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار وتوقف شركات ومؤسسات عن تسليم البضائع، وإعلان نقابة تجار المواشي السبت الماضي وقف العمل وتحميل الدولة فقدان مادة اللحوم، ونشوء أزمة مازوت بسبب تهريب المادة والعديد من المواد المعيشية الأساسية الى سوريا والتخوّف من أزمة تعتيم ناتجة عن تقنين المولدات واحتمال رفع تعرفة «السرفيس» الى ٣٠٠٠ ليرة مع تفاقم الغلاء وارتفاع البطالة وازدياد معدلات الفقر، والفقر المدقع الى مشارف الجوع.