لا يخفاكم أن القضاة والمساعدين القضائيين والمحامين يعانون أشدّ المعاناة من الظلام الذي يسود قصر العدل في بيروت (وسائر مباني المحاكم في البلاد) ومن اضطرارهم للقيام بأعمالهم مستعينين بضوء الهواتف الخليوية ومن توقف المصاعد عن العمل. كل ذلك مما يحول دون، أو يؤلف عائقاً كبيراً في وجه، ممارسة السلطة القضائية وتحقيق رسالة العدالة ورفع الظلم عن الناس.
وبما انك تتولّى وزارة الطاقة وفي طليعة اختصاصها:
«تعميم المشاريع المائية والكهربائية وتنفيذها، أو الإشراف على تنفيذها، واستثمارها».
ولدى وزارتك مصلحة خاصة بالتجهيز الكهربائي.
ومن غير القابل للجدل ان سبب الظلام في قصر العدل في بيروت هو عدم تزويده بالتيار الكهربائي وتعطّل مولدات الكهرباء الاحتياطية الخاصة به لسوء الصيانة، وكل ذلك مما يقع ضمن اختصاص وزارتك.
ولا يخفاكم ان المادة 66 من الدستور تولي كلّاً من الوزراء إدارة أمور وزاراتهم وتحمّلهم شخصياً وإفرادياً تبعة أفعالهم الشخصية.
وبصفتي محامٍ من أسرة قصر العدل المتضررة من حالة الظلام الناتجة عن تقصير الوزارة التي تتولّاها حضرتك، فإنني أدعوك للقيام بكل ما يلزم على وجه السرعة لتأمين امداد قصر العدل في بيروت، وسائر مباني المحاكم في البلاد، بالطاقة الكهربائية دون انقطاع وتأمين تجهيز وصيانة مولداتها الاحتياطية مع توفير المازوت والزيوت وسائر المستلزمات لها.