كان يوم دفن مؤرخ بيروت المحروسة الدكتور حسان حلاق بمثابة استفتاء على المحبة التي يكنّها البيارتة لهذه الشخصية الأكاديمية الكبيرة، فتقاطر أهل مدينته لوداعه وغصّت قاعات المسجد بالمحبّين.
خلال تقديم واجب العزاء أوصاني رفيق دربه المؤرخ الدكتور محمد علي القوزي بإكمال مسيرة الراحل الكبير، وهي مسؤولية تحتاج الى تضافر جهود مجموعة من المؤرخين، كون البروفسور حلاق كان قدوة لكل طالب علم، ومعلّماً لكل باحث في الشأن التاريخي، وخاصة عن بيروت المحروسة (كما كان يحبّ أن يسمّيها).
خلال عام مضى، استضاف الصالون الثقافي في بيروت «إقرأ» شخصيات عديدة، وكان من أبرزها الدكتور حسان حلاق، حيث تمّ تكريمه بتقديم درع الصالون له تقديراً لإنجازاته في الكتابة التاريخية، حيث استأذنته بأن أطلق عليه لقب «عميد المؤرخين العرب».
تُشكّل إصدارات الدكتور حسان حلاق وأبحاثه المصدر الأساس لكل باحث في الكتابة التاريخية، ولا تقتصر كتبه وأبحاثه على بيروت، بل تعدّتها الى نتاج علمي قلّ نظيره عن التاريخ الإسلامي وتاريخ العرب وغيرها الكثير الكثير، ناهيك عن كتبه في المنهجية التاريخية وهي الركيزة الأساسية للكتابة التاريخية الصحيحة.
بوفاة الدكتور حسان حلاق ستفتقد بيروت وسنفتقد معها أكاديمياً لامعاً وباحثاً متميزاً وخطيباً مفوّهاً وشخصية فذّة، ولهجة بيروتية محبّبة لدى البيارتة، وعهدنا إليه بإكمال مسيرة الكتابة التاريخية الصحيحة والأكاديمية عن بيروت المحروسة.