بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 آذار 2023 12:00ص إلى قدامى الرفاق في رياق!

حجم الخط
بخفر الجمال الواثق من جماله..
وعنفوان الحسناء التي تعرف ان الكِبَر غير التكبّر..
وثقة الطموح الذي ينهد الى تثبيت مطرح له في الأيام التي تأتي..
تعلن صفحتنا الخَلَويّة المشتركة الناصعة البياض كما الآباء الذين نشَّأونا، انها دائماًَ علي عهد مبادئ المعهد الصامد على الدهر!
تتغاوى صفحتنا البيضاء في مَيْدٍ على إيقاع يليق بالنحلة العاملة التي تتنقّل حافية على رؤوس زهر الربيع، رصيدها ما تحمله من بساطة ورصانة حتى تمرّ في هدوء أقوى من الصخب وفي حضور خفيف أقوى من أي صوت.
وكما النحلة تقوى بثبات حضورها الفاعل، هكذا صفحتنا البيضاء تقوى بثبات الكلمة..
لأن الكلمة أقوى من الرصاص ولأنها الأبقى والأرقى والأنقى!
فالحزن لا يلغيه إلّا الفرح، والأسود لا يلغيه إلّا تألّق الألوان!
ولان الجنون لا يشفيه إلّا الحب، فالحب اقوى من الجنون.
تأتي صفحتنا في الزمن الرديء، شهادة على ان الخراب والأوبئة في ربوعنا، لن تمسّ سوى الشوارع والبنيان، لن تمسّ الإنسان، أصيله على الأقل.
صفحتنا كذلك شهادة على ان الإنسان في لبنان، باقٍ، صانعُ عطاءات، وابداع، ما دامت شمس كل صباح تتبختر على جبينه، وتبترد في بحره المترامي الأطراف.
صفحتنا تتنوع مواضيعها من العميق الرصين الى الطريف المسلّي على فائدة!
انها هادئة هادية بلا وعظ وإرشاد.
تتواضع ناهدة الى الأفضل إذ هي تؤمن بأن القفزة المفاجئة قد تقابلها نكسة مفاجئة..
تتوسّل النقد البنّاء وأوله نقد ذاتي..
هي مسالمة لا تمسّ أحدا، لأنّ ديدنها ألّا يلوّثها أحد!
صفحتنا حرّة مستقلة لا تستزلم ولا تستسلم، لها المدى كله، فلا تُبَوْتِقٌها اقليمية ولا مركزية ولا جهة معنية أو فئة محدّدة أو عمر واحد.
مناخاتها رحبة، لا تستوقفها حدود ولا تمتنع عليها أنواع فلا يستسيلها إلّا كل جميل مفيد أنّى كان مصدره وأيّا كان صاحبه.
لذا، آثرتْ الابتعاد عن السياسة المحلية الضيّقة بمشاحناتها وفئوياتها وروبواتها وميزنتروسيّاتها، واكتفت بهوية الثقافة التي تغرف من كل بحر..
لانها، كما البحر، تعبر كل حدود، وتهزأ بالفاصل يفصل جمالاً عن جمال.
ستواصل الصفحة مسيرتها رغم ما يحيق بها من أزمات وربما بفضلها، وستحمل بقوة مشعل المثابرة متحدّية رياح الأزمات الخانقة التي تعصف بنا جميعاً، وستتجلّى في الصف البطولي الذي يقف فيه الرفاق تِرياقاً من رياق خدمة للخير والحق والجمال!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه