بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 شباط 2023 12:00ص إيماننا ومعتقداتنا تصنع واقعنا المعيش

حجم الخط
آمن بأن الحياة تستحق أن نعيشها يؤازرك إيمانك في صنع الواقع. احلم بالشموخ فتصير شامخاً تمشي مشية الأسد وتنظر نظرة الزرافة. رؤياك هي وعد صادق بما يترتب عليك أن تكشفه عاجلا أم آجلا.
إيماننا في بدء مهمة مشكوك فيها هو ما يعزز إمكانية فلاحها. نحن في واقع الحال ما نعتقد اننا هو في خيالنا وضميرنا. نؤمن بالسعادة فنشعر بها. وان نحن ثابرنا على اقتناعنا الراسخ بان الأمور ستؤول الى الأسوأ، ألفينا أنفسنا ماضين الى الأسوأ. وان ما نؤمن بصلاحيته هو اما صالح وإما سيصلح في سياق من التجربة والاختبار الموصولين.
أجل، ينبغي ألا نتنكر لضرورة ترتيب الحياة ولأهمية المحافظة على الصحة واللياقة البدنية. الجسد من الأهمية بمكان وله حق علينا خلافا لما زعمه الوثنيون والفلاسفة الإغريق. على انه يترتب علينا أن نكون دعاة للحرية المسؤولة واحترام الذات والآخر. احترام الذات يخوّلنا احترام الآخرين وليس العكس. أن نؤمن إذا، من الوجهة الحياتية، بالحرية هذه ونطلبها للآخرين، هنا يكمن مبرر وجودنا على هذه الفانية. أن نؤمن والآخر بحرية تبيان هويتنا وتمايزنا الإيجابي في التاريخ، هنا يكمن واقعنا الذي نحلم به. نتناقش بعدها في الوسائل وسيرورة الأمور وصيرورة الأوطان. ويبقى الحب يحافظ عليّ وينشئ في الآخرين عدلا. على المرء أن يسعى فلا يعود مواطن فرد يخشى جحافل الآخرين. هكذا يملأ جميع المواطنين الزمان المعيش بالإيمان بالأبدية فيبلغون بفضل أنواره لزوم العزوف عن الغزو وان عبر دفع غزو الآخر عنا. ان بدء السلم الأهلي رمي السلاح ولكن السلام يتجاوزه، قبلا، بالإيمان الهادئ والهادي.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه