بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2019 12:18ص السنيورة لـ «اللــــواء»: هل الكرامة محصورة فقط في الماضي؟!

مؤتمر تحدّي تجديد العروبة... والحنين إلى الماضي

مقدمة الحضور في إفتتاح المؤتمر مقدمة الحضور في إفتتاح المؤتمر
حجم الخط
عقد النادي الثقافي العربي في فندق البريستول مؤتمراً في الذكرى الخامسة والسبعين على تأسيس النادي الثقافي العربي، بعد النشيد الوطني تحدث الدكتور خالد زيادة في كلمة افتتاحية جاء فيها: «إن مؤتمرنا هذا الذي اتخذ عنوان: «تحدي تجديد العروبة» يأمل في أن يكون خطوة في سبيل تشييد نظرة موضوعية ونقدية إلى التجارب التي خاضتها وعاشتها العروبة على امتداد عقود من الزمن، كما يأمل في أن يسهم المشاركون في رسم خطوط التفكير بمستقبلنا المشترك، وفي سبيل ذلك لا بد من التمسّك بالمنهج النقدي الذي يشمل الأفكار والشعارات والتجارب. لقد دفعت البلدان العربية أثماناً باهظة، ومع ذلك لم نحقق الوحدة، ولا حصل العربي على حريته ولم نشهد سوى إخفاق في التجارب التي سمّيت اشتراكية. وقد أثبتت الأحداث منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا، أن مشكلات العالم العربي واحدة، والقضايا التي تشغله واحدة، والقوى التي تناهض تحرّره وتقدّمه واحدة «اننا إزاء تحديات كبرى، وفي الوقت الذي تزداد فيه الضغوط الخارجية والإخفاقات الداخلية. يصبح التحدي الأكبر أمامنا اليوم هو: كيف يمكن أن نصيغ فكرة عربية تعددية وديموقراطية مبنية على مبادىء حرية الفرد في عمله ومعتقده وحقه في الكرامة والعلم والعمل؟!».

ثم تحدث الرئيس فؤاد السنيورة فقال: «هناك حاجة ماسّة لتكوين موقف عربي يعيد للعرب احترامهم لأنفسهم ولدى غيرهم ويستعيدون بموجبه المواطنون العرب بعضا من أمل المستقبل ويعيد إليهم إحترام العالم لهم ولقضاياهم وهذا ما يمكن أن يساعد على التقدّم وعلى مسار بناء قوة عربية مشتركة للحفاظ على الأمن القومي العربي على الأرض وفي الجو وهو ما يمكن أن يشكّل الخطوة العملية الأولى لانتاج موقف عربي يخرج الأمة من حال التقاعس والتواكل ويوقف حالة الانحدار العربية نحو الانقسام والتشرذم والتصادم. لا بد لي هنا من التأكيد على أهمية الإنجاز التي حققه لبنان مع نهايات القرن الماضي لاقرار اتفاق الطائف الذي أكد على ان لبنان هو وطن عربي الهوية والإنتماء يعيد بذلك إبراز مفهوم الدولة الوطنية اللبنانية وتأكيد انتساب لبنان الى الهوية العربية وهذا الإتفاق يؤكد على وحدة اللبنانيين ومبدأ المواطنة وعلى مفهوم الدولة اللبنانية المدنية المحتضنة لكل مكوناتها كما يقول الدستور على قواعد العدالة الإجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمييز أو تفضيل...».

وفي سؤال خاص لـ «اللواء» عن النقاط التي يناقشها مؤتمر «تحدي تجديد العروبة» وهل هي نوع من الحنين الى الماضي؟ قال: «هو حنين الكرامة وهل الكرامة محصورة فقط في الماضي؟ حنين الكرامة حنين الإنسان لكي يكون إنسان سويّ وبالتالي قادر على أن يعامل مثل غيره. حنين للعدالة، حنين لعدم التهميش. ثم أضاف لماذا هذا العنوان في التجديد؟ عملية التجديد هي للاستفادة من كل الممارسات والأخطاء التي وقعنا فيها بالماضي.

ثم تحدث الدكتور «سعيد بن سعيد العلوي» من (المغرب) بعد كلمة له في المؤتمر عن العروبة في زمن العولمة، وفي سؤال خاص لـ «اللــواء» هل اعتبرت ان الإسلام السياسي يؤدي الى الإرهاب فكيف هو الإسلام الصحوي؟ أجاب: «لا الأفعال الارهابية بمعناه انه تكميم الأفواه وكما قلت في رد على أحد الاخوان يرفض العيش المشترك يرفض الوجود في العالم مع الآخرين ، يريد الوصول الى السلطة بطرق غير مشروعة من الناحية القانونية غير مشروعة كما يقتضي.

وعن سؤالنا له ماذا تقصد بالإسلام الصحوي إذا؟ أجاب: «الإسلام الصحوي لم يكن لديهم البرنامج السياسي الواضح، الإسلام الصحوي هو اسلام احتجاجي رد فعل على أخطاء الدولة في كثير من العالم العربي فهو قد أطلق الشعارات، لكن الإسلام السياسي عنده برنامج واضح ومخطط واضح لامتلاك السلطة للوصول الى الحكم هذا هو الفرق الجوهري.

{ ألا ترتبط فكرة التجديد العربي بالتجديد الديني وأقوال محمد شحرور الذي يعتمد على إعادة تحديث التفسير القرآني؟

- لا علاقة لي بما يقوله محمد شحرور وطريقي مختلف تمام مع احترامي التام له ورقتي فيها وقوف طويل عند تجربة ما يسمّى بعصر النهضة ومفكري عصر النهضة لكن التجديد الديني يقتضي أمرين، الأمر الأول هو إزالة الصورة الرديئة السلبية التي لدينا عن الإسلام هذا نصف طريق اما نصف الطريق الثاني هو تخليص الدين مما هو فيه والكلمة الهامة عندي هي إعادة ترتيب العلاقة مع الدين في مستويين اثنين على الأقل بمستوى العلاقة بين الدين والسياسة وهي تقوم على الفصل لا الوصل بينهم. الدين برنامج والسياسة برنامج آخر ثم إعادة ترتيب العلاقة بين الدين وبين العلم.

{ هل اعتبرالنقاط التي يناقشها المؤتمر هي نوع من الحنين الى الماضي؟

- لا... القومية العربية ماتت لم تعد موجودة انتهت ماتت القومية العربية بالمعنى البعثية والاشتراكية وما الى ذلك طارت عجلة الطريق ووطأتها في شيء اسمه العروبة الإنسان العربي الوجود العربي. لكن العروبة بمعنى رفض الدولة القطرية وبمعنى ان العرب كانوا دولة واحدة وان الاستعمار جزأهم وان الحلم في إعادة تشكيل دولة واحدة في عالم واحد ونشيد وطني واحد هذا وهم عمره لم يكن ولن يكون.


وفي إحدى الجلسات


{ أما الدكتورة نيفين مسعد والتي تحدثت عن الوطن العربي في واقع متغيّر، فقد سألناها السؤال وتكلمت عن ضعف الدولة الوطنية وجزّأت الدولة القبلية وغيره.

هل اعتبر هذا الضعف لا يمكن إصلاحه في سنوات قليلة قادمة؟

- هو لا بد من إصلاحه او تختفي الدولة الوطنية لانها ستتحوّل الى مجموعة من الكائنات الصغيرة سواء طائفية أو جهوية هو تحدٍّ مصيري. إذ لا تملك الدولة إلا أن تواجهه عن طريق التنشئة السياسية عن طريق احتكار القوة عن طريق تأكيد القيم التي ينبغي ان تجمع كل المواطنين طبعا مع مفهوم ان هذا يتم في اطار التعددية والاختلاف ولكن هناك أشياء لا يمكن التسامح معها أو التضحية بها. حب الوطن لا يجب أن يكن أضيق ولا أوسع من الدولة.

{ تكلّمت عن إدارة التعددية المجتمعية أليست هذه معضلة قومية عربية؟

- طبعا هناك معضلة، لكن هناك تطوّر أنا ضربت مثلا في الامازيغ والجزائر على سبيل المثال قبل 88 و89 كانت الجزائر محروم من أي شكل من أشكال اللغة. الأمر تطوّر الى أن أصبحت الامازيغية لغة وطنية في الجزائر. هناك انفتاح على مسالة قبول الآخر، مصر على سبيل المثال أول مرة في دستور نص على ترشيح نسبي للمسيحيين هذا لم يكن موجودا اعتمادا على انه المواطن عندما يترشح يترشح ليس بدينه ولكنه كمواطن، ولكن في دولنا وحتى نعتاد على مسألة أن يصوّت المسلم لمسيحي وبالعكس والشيعي للسنّي وبالعكس. فكرة النسبة فكرة مهمة.

{ هل اعتبر النقاط التي يناقشها المؤتمر هي نوع من الحنين الى الماضي؟ 

- هي تطلّع الى المستقبل لانه عندما نتكلم عن تحدٍّ تجديد العروبة لا يكون إلا بالتطلع الى المستقبل والتعامل معه ولا يكون عودة الى الماضي لو كنا نخطط للماضي لكنا قلنا تحدي تجديد العروبة في زمن الستينات وكل من تحدث طرح موضوع الدولة الحديثة دولة الديمقراطية، دولة المساواة، الدولة المدنية الخ.. وهذا نوع من الدول العربية الذي لم يكن موجودا في الستينات.

{ هل نتطلع الى دولة عربية قومية من النوع الأوروبي؟

- هذه هي دولة المساواة الدولة الديمقراطية أو الدولة الوطنية.

وفي ختام موتمر «تحدي تجديد العروبة» تداول المشاركون في الأفكار التي تضمنتها الأوراق التي قدّمت على مدى يومين وقد تم التوافق على إعداد تقرير يستعرض أبرز الأفكار التي عرضت على أن يتم طبع هذا التقرير ونشره باعتباره خلاصة ووثيقة يبنى عليها. كما تداول المجتمعون بفكرة طبع الكلمات والمداخلات وإصدارها في كتاب. ومن بين الأفكار التي عرضت إيجاد منصة أو موقع يتم من خلاله تبادل الآراء واستعراض أوضاع الدول العربية الراهنة. كما تطرق المجتمعون لضرورة الاستماع الى آراء الشباب والتوجه إليهم وكذلك لإشراك المرأة في كل اللقاءات والمناسبات المقبلة.




dohamol@hotmail.com