بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيلول 2017 11:07م الشاعر يوسف المسن لـ «اللـــواء»: المسرح الشعري من أصعب المسارح على الإطلاق

لأنه ليس مسرحاً هزلياً لكي يُضحك الجمهور

حجم الخط
يطل الشاعر» يوسف المسن»  من نافذة الشعر العامي او المحكي او اللبناني على عالم فسيح، لكن هذه النافذة لا تتسع كثيرا ليقول ما يجول في مخيلته من أفكار ويقول في هذا «انا لا أقرأ الشعر المحكي لكي اتثقّف بل مطالعاتي هي بالفصحى». بنى بيته الشعري على أنقاض بيوت شعر لها زمانها. في شعره لا تسأل الأغصان عن جذورها انها تتطلّع الى فوق الى فوق.  تتميّز  قصائده احيانا بشعر حكمي وفلسفي وإنتقادي نظرا للبيئة التي إحتضنته؛ قصيدة «نواطير الكرم» قصيدة انتقادية لاذعة لأنه رأى  كيف تسود شريعة الغاب  في الوطن الصغير، وكيف القوي يأكل حقوق الضعيف، فتكونت بلسان الشاعر رؤية انتقادية بلغة شعرية تفيض بالاسس الجمالية للغة الشعر وصوره الخلاقة ومع الشاعر «يوسف المسن»  اجرينا هذا الحوار.

{ تمتلك مفاتيح الشعر وتستعمل بعضها أين المفتاح الاخير  في الشعر؟
- أمتلك عدة مفاتيح شعرية كما تقدمتِ والمفتاح الاساسي هو مفتاح النزعة التشاؤمية التي صُبغ بها شعري، فلقبوني أصدقائي «بشاعر العتم» وأما المفتاح الأخير الذي سأركّز عليه هو مفتاح الغزل الذي يمتلكني في هذه الأيام ومواده حاضرة في مخيلتي وأنني أسمع غصون شوقي تتلو قوانينها أمام هذا المارد العظيم الذي اسمه الحب. في مجموعتي الشعرية قصائد غزلية كثيرة ولكن لم يكن الغزل يومها همّي الوحيد . اليوم ارى شعري بحاجة لقصيدة واحدة هي القصيدة الغزلية...
- اجزم بأن في قصائدك تأوهات زمنية لكل منها ميزة زجلية او لغة محكية او لغة نظم شعري سلس كيف يتفجر كل هذا ومتى تحاول ان تضع له الحدود؟ 
السلاسة في نظمي الشعري تعود إلى البيئة التي ترعرعت فيها،  انا من منطقة تكثر فيها الينابيع وأحراج الصنوبر والسنديان والحور والوزّال. حتما سينعكس جو هذه البيئة على شعري دون ان أدري. اما التأوهات في قصائدي فهي لأنني اشعر وكأنني شريد في هذا العالم أجرّ أحلامي ورائي وانا في نفق مظلم؛ وأرى الشمس أحيانا كتلة حارقة فقط وغبارا ضوئيا لا نفع فيه ولا تدفئني حرارتها من صقيع أحلامي وأوهامها وأرى المدى أمامي مقفلا بحائط من الإسمنت السميك. انا اكتب مثلما أشعر وأرى هذا النمط الرمادي سيبقى يرافقني مدى الحياة... 
{ بات الشعر المحكي على كل لسان في عصر انعصرت فيه اللغة. الا ان الشعر المحكي في لغة يوسف المسن حافظت على المستوى الشعري. بل تحدت الهزال الشعري الذي نعاني منه حاليا ما رأيك؟
- الشعر المحكي هو لغة الشعب ويدخل الى القلوب دون جواز سفر ولغته مفهومة من الجميع ولا يحتاج هذا الشعر الى ثقافة واسعة كالشعر الفصيح معظم شعراء الزجل غير مثقّفين.  اما انا أركّز على الثقافة أولا فهي العامل الأساسي لكتابة قصيدة راقية تلفت نظر المثقفين  وتعيش أكثر. انا مشكلتي الوحيدة هي الكلمة «أخاف منها وأخاف عليها» ولا أريد أن أقول انظروا ما لدي من دواوين بل أقرأوا ما كتبت في هذا الديوان. هناك كتب زجلية تصدر كل سنة بالآلاف ولكن كمية لا نوعية. وهنا أقول: اين دور نقابة شعراء الزجل؟؟؟ همّها الوحيد ان توزّع دروع تقديرية وترفع  تماثيل خطرت على بالي هنا خاطرة. حسب بعض الإحصاءات الزجلية يوجد في لبنان ثلاثة آلاف شاعر زجلي تصوّروا اذا أُقيم لهم ثلاثة آلاف  تمثال نكون قد أصبحنا في بلد التماثيل...
{ مسرحيات شعرية لكبار الشعراء تنتظر المسارح والتمويل الجيد لهذا  المسرح الغنائي بات في كتب الشعراء فقط فأين انت منها؟ 
- المسرح الشعري من أصعب المسارح على الإطلاق لأنه ليس مسرحا هزليا  لكي يُضحك الجمهور.  انه مسرح فكري إبداعي ليس له مردود مادي  نسبة لتدني عدد الحاضرين.  مما يؤثر سلبا على المنتج. وانا بحثت مع أحد المنتجين  والمخرجين الكبار لكي يمسرح مسرحيتي «يهوذا» لكنني رفضت لأنه سيُضعف النص،  ويُدخل عليه بعض الحواشي التي لا معنى لها. هناك مسرحيات تُقرأ ولا تُمثل ومسرحيات تُمثل ولا تُقرأ. 


dohamol@hotmail.com