بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 نيسان 2024 12:00ص المواطن الأسير!..

حجم الخط
سؤال مهم.. هل الأسر هو احتجاز إنسان في زنزانة وتحديد حركته وحياته اليومية قسراً وفق مشيئة محتجزه؟ وهل الأسر هو فقط بين أطراف متنازعة بغض النظر عن العدل والظلم كونه موضوع آخر؟..
أليس الأسر هو التحكّم بحياة الإنسان وفق ما يريد ويشتهي محتجزه؟..
من هذا السؤال الأخير واعتباره منطلق في نظرة للواقع الحالي لمواطن في هذا الوطن الصغير المبتلي بالتواجد دون رأس مع تعدد الرؤوس، هذا المواطن أليس أسيراً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وواقع؟..
أليس أسير مافيات الوقود التي تتحكّم في حركته؟..
أليس أسير مافيات الدواء التي تتحكّم بصحته؟..
أليس أسير مافيات المواد الغذائية التي تتحكّم في دخله؟..
أليس أسير الخوف من المستقبل اعتباراً من ساعات يقظته وربما نومه لافتقاده إلى الحد الأدنى من الأمان؟..
أليس أسير الخوف من نكسة صحية كبيرة تجعله مهدّداً بالموت على أبواب المراكز الصحية الكبرى التي لا ترحم ولا تشفق؟..
أسئلة كثيرة أجوبتها تؤكد عملية أسره من قبل من يفترض به أن يكون ضامناً لحريته وأمنه وكرامته.
أسرى الزنزانات هناك من تتحرّك لعودتهم إلى الحرية وهذا يكلّف دماً ودماراً وناراً.
ولكن هذا الوطن من يتحرك من أجله؟..
من يحاول فك أسره وعودته إلى حياته التي يستحق أن يعيشها بكرامة وأمان؟..
هذه الطغمة التي حبكت أسره لم تقصّر عندما تحرّك محتجّاً ومحاولاً الحصول على بعض حقوقه.. لم تقصّر في فقأ العيون وتحطيم الأضلاع وتحطيم الرؤوس..
فما العمل؟..
الانتظار؟.. التمني أن لا يكون بانتظار غودو.