بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 حزيران 2019 12:03ص النشاط الثقافي بكمِّه أم بنوعه؟!

حجم الخط
لا يمر يوم دون نشاط ثقافي ما، والأغلب «موضة» الأمسيات الشعرية التي تهطل كالغيث المدرار على الأرض البوار، ومعارض وندوات، إلى آخر السلسلة..

هل في ذلك سوء؟!..

هل في ذلك مكسب؟!..

سؤالان على تضاد، إذ نضيع بين التصفيق والاستنكار، فالنشاط الثقافي مطلوب وهو من مقوّمات تركيبة هذا الوطن، وهو دليل عافية على صحة الجينات الوراثية التي يتكلم عنها البعض وعلى اننا بلد الإشعاع والنور كما قيل ويقال..

ولكن...

هل المطلوب أي نشاط ثقافي بغض النظر عن مستواه ومحتواه؟!..

يقولون على سبيل المثال أمسية شعرية فنذهب فنرى على المنبر جمالاً وأناقة وضجيجاً لكننا لا نجد شعراً...

وتدور الندوات حول محاور لطالما دارت حولها سابقاً ندوات وندوات... وليس فيها ما يذهب إلى نسغ الواقع الثقافي وكأن المطلوب فقط هو نوع من الفولكلور الثقافي أوجدته الفوضى في وجود المعايير والمقاييس وفقدان «الغربلة» التي تفرز الغث عن السمين... وأعنى هنا النقد والتقييم، غيابهما خنجر في خاصرة الحالة الإبداعية..

حتى ان بعض من يحملون راية النقد نراهم في بعض المحافل يصفقون لمن يستحق السكوت عن هفواته وركاكته على الأقل.

هذه الاستهانة بالإبداع على أنواعه لا تقدّم شيئاً سوى النكوص إلى الخلف، والسقوط إلى القاع..

سيّارة دون مكابح والطريق هبوط...

الأكاديميون يغرقون في يم المقاييس الأكاديمية ومناقشة الرسائل على مستوياتها متناسين ان عملهم وهمّهم الأساسي هو إيجاد الركائز والأسس التي تبنى عليها الحالة الإبداعية والتي تقوم على ركائز ثلاث: المبدع والمتلقي والناقد.

والحاصل الآن ان المبدع الذي يمتطي صهوة المنابر موقعه المفترض أن يكون مجرّد مستمع والمتلقي مُلهى بأمور وهموم الدنيا والناقد في خبر كان وليس في وارد القيام بدوره المصيري..

إلى أين؟!... كما يقول أحد الساسة..

لا أحد يعرف وإنما الحالة الثقافية برمّتها باتت رهينة مجتمع يعاني من خليط سلبي متعدّد الألوان والأحجام وهي بالتالي نضحٌ لهذا المجتمع..

وكأن المفروض إعادة البناء من جديد إن على صعيد العملية التربوية في المدارس، أو رفع المستوى الثقافي الاجتماعي أو... أو... وكل ذلك يتطلب استراتيجية بعيدة المدى. يبدو ان من يمكن أن يقوم بها مُلهى بأمور كثيرة لا علاقة لها بكل ما ذكرنا...