طالت أيام الفراق والنوى واشتدّ الحنين
وبتّ لا أسمع من نغمات قلبي إلّا النغم الحزين
ولا من خفقاته وخلجانه إلّا الأسى والأنين
أيام وليالي مضت كأنها على نفسي أعوام وسنين
وساعات مضت بطيئة وأنا انتظر موعداً لا يحين
لماذا الحرمان وأنت تعلم ان النفس دونك لا تستكين ولماذا طول الفراق والانتظار يأكلني وأنت ضنين
*****
بالله عليك أما حان لفؤادك أن يرقّ ويلين
ألا تعلم انني إنسانة مخلوقة من ماء وطين
*****
تركتني يا حبيبي وتركت قلبي يئنّ من الجراح
تارة تراني صابرة وتارة يبدأ القلب بالنواح
تارة أحاول أن أسلاك وتارة أراك في المساء والصباح فيا ليتني أستطيع أن أطير إليك وأصبح ظلّك كالوشاح
*****
لماذا رحلت يا نزار وتركت النفس تحزنا
والقلب يتألم من الفراغ الموحش في بيتنا
*****
وعذاب آلام البعاد والنوى في الحشاشة متمكّنا
ألا تعلم انني لا أتحمّل هذا البعاد الذي فرّقنا
والذي جعلني مكسورة الخاطر وروحي معرّضة للفنا
ألا تعلم انك منايا ودونك لا يطيب لي الهنا
ألا تعلم ان عينيَّ حالفت السهاد وما عاد للكرى أعينا
ألا تعلم ان النفس للسعادة من غيرك أبت أن تذعنا
لعن الله تعالى كثرة الأسفار وهذا البعاد الأرعنا
رجائي لا تتأخّر أكثر عدْ إليَّ بأقرب وقت ممكنا
لتعود الفرحة إليَّ بعودتك ويجتمع شملنا
(كتبت سنة 1975)