بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آب 2020 12:01ص د. إلياس الحاج في «فلسَفات لِعينيها» الفلسفة حين تتغزّل

غلاف الكتاب غلاف الكتاب
حجم الخط
في غمرة كل هذا السواد الذي نعيشه، وفي خضّم كل هذا الحزن، نصيحة ذهبية لكل قارئ، للهروب من هذا السواد، إليكَ بكتب الدكتور إلياس الحاج الفلسفية الإنسانية الطالعة من رحم الألم، المنادية بحب الحياة على الرغم من كل الصعوبات، وبرأيي ان مجرد قراءتها والتعمّق في فلسفاتها يمنحنا القوة والتحدي والصبر. ولست اغالي ان قلت، انّ أجمل هذه الفلسفات، هي كُرمى لعيني الحبيبة.
من المؤكد ان كتب الأستاذ الجامعي الدكتور الحاج، والتي بدأت بالصدور منذ العام 1993 بدءا من كتاب «فلسفة الحياة» والتي تخطت اليوم أكثر من عشرين كتاباً، تشكّل كلام الحق في الظلامة، وإشعاعات امل في الظلام، ذلك لما تحمله من عمق إنساني في المضمون وصحة حياتية لمن عرف التسامي في الحبّ، إضافة الى انسيابية جمالية في أسلوب جذاب ولبق.
حين احترت عن أية فلسفة سأكتب، رأيتني انجذب الى الغزل في كتاب «فلسفات... لعينيها...» وما أجمل الفلسفة حين تتغزل واليراع يستجيب لخفق القلوب فتتبدل نبض الحروف وتتعمّد الكلمات بجماليات الحبّ. في عاصفة هذه الفلسفة، سيترنح القارئ حتى يستسلم لوطأة جمالية قلم الدكتور الحاج، وهنا اقتبس من الكتاب ما قاله للحبيبة: « للحياة أنتِ يا غالية، لا تكوني حبّة القمح التي تنتحر لتهدينا السنبلة، جبينك الذي يلامس بنصاعته الشمس، له ملء الحق في تنعمٍ وابتسامات... ألا عيشي أيامك الحلوة، قبل أن تثقل رأسك هموم الحياة...».
من الملاحظ كيف يعامل الكاتب المرأة بشكل عام وبالتالي الحبيبة بشكل خاص، بكل هذا الاحترام والفضيلة في الحبّ حتى القداسة، فيقول لها بمكان آخر من الكتاب: «بطهرك، يا حلوتي، طريقي الواسعة انتِ، نحو مريم السماء، نعمةٌ أنتِ فشكرا لك وشكرا للسماء، وارفع الصلاة كي أبقى مستحقا هذا الملكوت».
مما لا شك فيه، انّ استخدام الكاتب لوصف حبه لمصطلحات: الصومعة، المعبد، اسمك عندي صلاة، انتِ ملاكي... يظهر كمتصوف، في خلوة انخطاف، يحوّل الكلمات صلوات لعينيها، وهو القائل: في دير عينيك، نذرتُ الطاعة ما دُمت الطاهرة يزينها الوقار والنقاء».
في هذا الزمن، قلّما ما يقع نظرنا على هذا البوح في الحبّ والتغزل بالمرأة كروح وفكر ونقاء ووقار، الحقيقة تعابير ربما بتنا نفقدها في قاموسنا الحياتي، للأسف، او قد يقول البعض بأنها موضة قديمة، إنما وبرأيي الشخصي المرأة بأسلوب حياتها، هي التي تفرض «الموضة».
وتبقى الفلسفة النبيلة العالقة في أذهاننا في نهاية الكتاب عبر: «ليس العيب في أن نشتهي الحبّ. كلّ العيب في أن نجعل الحبّ مجرد شهوة».
ميشلين مبارك