افتتحنا (دار الندوة) في 22 تشرين الثاني 1988، تنفيذاً لفكرة تأسيس دار للحوار والثقافة والفكر الوحدوي اللبناني والنهضوي العربي، كنا نطمح ان تكون الدار مفتوحة لكل الأفكار والتوجهات ولكل مبدع لبنان وعربي وأممي انطلاقاً من أدراكنا ان للبنان رسالة لا يستطيع أن يؤدّيها إذا لم تكن فيه مؤسسات ومبادرات تؤكد على احترام التنوّع في إطار الوحدة، واحتضان الابداع في اطار الالتزام باستقلال الوطن وسيادته ودوره في محيطه العربي والإقليمي والدولي...
ولقد تم تأسيس «دار الندوة» في إطار بيئة لبنانية مسكونة بفكرة إنهاء الحرب وإزالة الحواجز بين المناطق اللبنانية وهي فكرة توجتها يومها مسيرة 9 تشرين الثاني 1987 عبر تظاهرة المئة الف لبناني التقوا على معبر المتحف ونزعوا بأظافرهم متاريس الرمل القائمة هناك، كما جرى اختيار عيد الاستقلال الخامس والأربعين موعداً لافتتاح الدار والى رأسها الأستاذ منح الصلح (رحمه الله) ونائبه الأستاذ بشارة مرهج (رئيس الدار الحالي، اطال الله في عمره) ونخبة من الرجال والسيدات الذين ربطوا حياتهم بوحدة لبنان ونهضة العرب وحقنا في فلسطين لم يكن استقلال لبنان في نظر أهل «دار الندوة» مجرد عيد نحتفل به كل عام، ونحيي شهداءه الذين ارتقوا في مواجهة جنود الانتداب في بشامون وطرابلس وصيدا، بل كان قبل شيء دعوة لنا لتحصينه بوجه كل المشارع والاحلاف الاستعمارية، ولحمايته من كل فاسد أو منافق سعى الى تأجيج العصبيات الطائفية والمذهبية والى استباحة أموال الناس، جنى عمره، أن يلعب لبنان دوره النهضوي المقاوم في الوطن العربي وأداء رسالته الإنسانية على امتداد العالم.
لم يكن ممكناً «لدار الندوة» أن تحقق أهدافها لولا تأكيدها على الحوار بين أبناء الوطن والأمة واحرار العالم وعلى الحرية كاطار يصون كل نضال لتحقيق اهدافنا الكبرى في العمل الى بناء أطر عمل تعبير تطلعات اللبنانيين واشقائهم العرب في اطار المشروع النهضوي الجامع.
لذلك انطلقت من رحم «دار الندوة» مؤتمرات وملتقيات ومنتديات لبنانية وطنية أو عربية قومية ودولية أممية، ومبادرات شبابية لبنانية وعربية، وجمعيات اجتماعية وصحية وإنسانية، فاستحقت ان يطلق عليها «بيت بمنازل كثيرة «،وهو عنوان كتاب مهم للمؤرخ القدير الأستاذ كمال صليبي ، رحمه الله، الذي حاول ان يشرح فيه للقارئ تاريخ لبنان في ظل الكثير من الصراعات التي شهدها... وقد صدر الكتاب يومها في السنة نفسها التي جرى فيها افتتاح «دار الندوة» والتي انطلق منها شعار «لبنان حاجة عربية والعروبة حاجة لبنانية» وهو الشعار الذي أتخذه المنتدى القومي العربي شعاراً له. العرب في إطار المشروع النهضوي الجامع.
لذلك انطلقت من رحم «دار الندوة» مؤتمرات وملتقيات ومنتديات لبنانية وطنية أو عربية قومية ودولية أممية، ومبادرات شبابية لبنانية وعربية، وجمعيات اجتماعية وصحية وإنسانية، فاستحقت أن يطلق على الدار «بيت بمنازل كثيرة».
وهو عنوان كتاب مهم للمؤرخ القدير الأستاذ كمال صليبي حاول من خلاله أن يشرح للقارئ تاريخ لبنان في ظل الصراعات العديدة التي مرّت عليه.