26 حزيران 2019 12:53م فرجينيا هال.. قصة العميلة العرجاء التي تحدت الإعاقة وهزمت جيش هتلر

رسم تخيلي يجسد فرجينيا هال خلال نقلها للمعلومات حول مواقع الجيش الألماني رسم تخيلي يجسد فرجينيا هال خلال نقلها للمعلومات حول مواقع الجيش الألماني
حجم الخط

عقب نجاحها في غزو واحتلال فرنسا ما بين شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو 1940، طاردت السلطات الألمانية جميع أعضاء شبكات المقاومة والتجسس الفرنسية، الذين شنوا العديد من العمليات التخريبية ضد مصالح الألمان بباريس.

وفي خضم فترة الاحتلال الألماني لفرنسا ما بين عامي 1940 و1944، تضايقت السلطات الألمانية من امرأة أجنبية تواجدت على الأراضي الفرنسية، وساهمت بشكل كبير في تحرير العديد من السجناء المعارضين للنظام النازي وتخريب خطوط السكك الحديدية وتضليل القوات الألمانية ونقل معلومات حساسة عنها للحلفاء.

 

وعرفت هذه المرأة باسم فيرجينيا هال "Virginia Hall" ولقّبها الألمان، الذين كانوا يجهلون اسمها الحقيقي، بالسيدة العرجاء بسبب إعاقة كانت تشكو منها.

في الـ27 من عمرها، تعرضت الأميركية فيرجينيا هال، المولودة بمدينة بالتيمور سنة 1906، خلال فترة عملها لصالح السفارة الأميركية بتركيا، لحادث حيث تعثرت الأخيرة بأحد الأسلاك الشائكة خلال الصيد، وأطلقت النار من دون قصد على رجلها ما أدى لبتر ساقها، لتجبر بذلك على الاعتماد على ساق اصطناعية للتنقل.

وعقب عودتها لولاية ماريلاند بوطنها، رفضت السلطات الأميركية تشغيل فيرجينيا هال مرة ثانية، بسبب الإعاقة التي أصيبت بها.

فرجينيا هال

وقبيل بداية الغزو الألماني لفرنسا سنة 1940، انتقلت فرجينيا هال لباريس لتعمل هنالك كسائقة سيارة إسعاف لصالح الجيش الفرنسي وبالتزامن مع سقوط فرنسا واستسلامها، غادرت هذه المرأة الأميركية الأراضي الفرنسية لتستقر بإنجلترا.

العمل لصالح المخابرات البريطانية

أثناء فترة تواجدها ببريطانيا، انتدبت فيرجينيا هال للعمل لصالح جهاز المخابرات البريطانية. وأبهرت الجميع بقدرتها على النطق بالفرنسية والإنجليزية، لترسل الأخيرة على إثر ذلك مرة ثانية لفرنسا بعد أن منحت صفة صحافية بجريدة نيويورك بوست.

ومنذ البداية، أثبتت فيرجينيا هال كفاءتها فنقلت العديد من المعلومات حول تحركات الجيش الألماني بفرنسا، كما انتدبت مزيداً من المقاومين الفرنسيين للعمل معها لتكون بذلك شبكة تجسس بريطانية بالأراضي الفرنسية.

أفراد من الغيستابو

أثارت هذه الأميركية الملقبة بالسيدة العرجاء غضب جهاز الشرطة السرية الألماني، الملقب بالغيستابو (Gestapo)، الذي ما فتئ يتتبع موقعها إلى حين الإطاحة بها سنة 1942.

في الأثناء، تمكنت فيرجينيا هال من الفرار سيرا على ساقها الاصطناعية عبر جبال البيريني لتستقر بإسبانيا.

هنريش مولر قائد الغيستابو الألماني

سنة 1944، انتدبت فيرجينيا هال لصالح المخابرات الأميركية، وأرسلت مجدداً لدعم المقاومة الفرنسية بعد حصولها على هوية مزورة فتظاهرت بكونها مساعدة منزلية مختصة في حلب البقر. وصبغت شعرها باللون الرمادي لتباشر مرة أخرى بنقل معلومات عن مواقع الألمان وعدد جنودهم للحلفاء.

إنزال النورماندي
الإنزال بشواطئ نورماندي

وإضافة لكل هذه الخدمات، ساهمت فيرجينيا هال في إنجاح إنزال النورماندي وهزيمة الألمان. فقبيل بداية العملية يوم 6 حزيران/يونيو 1944، تمكنت الكتيبة التابعة لهذه المرأة الأميركية من تدمير 4 جسور وتخريب سكك قطارات الشحن والعديد من خطوط الاتصال، لتساهم بذلك في تأخير انتشار خبر بداية إنزال الحلفاء بنورماندي وتعطيل وصول الإمدادات الألمانية.

عملية النورماندي
وسام الشجاعة

عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، منح الرئيس الأميركي، هاري ترومان سنة 1945 الأميركية فيرجينيا هال، الملقبة بالسيدة العرجاء، وسام Distinguished Service Cross المصنف كأهم وسام للشجاعة بالجيش الأميركي.

تكريم فرجينيا هال سنة 1945

المصدر: العربية نت – طه عبد الناصر رمضان