بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 أيار 2020 12:00ص مع بدء رمضان المبارك إلى الحكمة سيروا..

حجم الخط
الحكمة نور العقل وشعاعه الوهاج، والحبُّ ضياء القلب ولحن الوجود الخالد.

أيها المقيمون في الذرى، يا مَن يبحثون عن الحقيقة أو لا يبحثون، هل عثرتم عليها واهتديتم إليها؟

ما أزال أبحث عنها في كل مكان.. وراء كل أفق، وفي حنايا كل منعطف، وعلى شاطئ كل بحر، وقرب كل برعم يتفتح لنسمات الفجر، ويبسم لأنوار الصباح، ولكن، هل أجدها وأحظى بمعانقتها؟

أيها المعتزلون في الصوامع الوادعة، والمنقطعون إلى التأمّل والفلسفة، والباحثون أناء الليل وأطراف النهار عن حقيقة وجودكم، هل أدركتم ما تنشدون؟ أم تراكم لا تزالون سائرين وراءها في شوق وصيام؟

أما أنا، فإنني مؤمن بحقيقة وجودي، إيماني بالله، وبفائدة هذه الشمس المتألقة في قبة الفلك.

ما تلوثُ حكمةً من حكمكم أيها الفلاسفة والمفكرون، إلّا أصابني الخشوع وانهمرت مني الدموع. 

فلمَ تبكي عيني ويخشع قلبي، عندما أصغي إلى آيات ابداعكم؟

أليس ذلك، لأنها عصارة عقولكم وخلاصة تجاربكم الطويلة في الحياة؟

انني أحب الحكم، ولكنني لا أميل إلى ذلك النوع المبطّن بالسكون والكآبة والفلسفة المبهمة الغامضة.

ان ما أتوق إلى سماعه في لهفة واشتياق، هو الحكم المشرقة بالحقائق، أو الحكم اللاذعة الساخرة، التي كثيراً ما تبيّن الزيف، وتكافح الباطل، وترشد التائهين إلى معالم الطريق السويّ والشاطئ الأمين.



أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه