بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيار 2019 12:41ص معرض الفنانة هناء عبد الخالق: الانعكاسات التشكيلية الأخرى لمسارات الضوء

من المعرض من المعرض
حجم الخط
تتعدّد الأسطح الفنية في لوحات الفنانة «هناء عبد الخالق» (Hanaa Abdel Khalek) لتجمعها في باقات لونية لا تتعارض مع اللون وقدرة العين على التقاط إشارات المرايا المحدّبة وطواعيتها في بث انعكاساتها على الأخرى المحدّبة، كالعين الأولى الخام التي تجمع ما هو أدنى مع ما هو أعلى وغيره دون تنظيم أو إظهار الخلل في المرايا من خلال مرآة واحدة. 

أي اختلاف الأسطح عبر جميع الاتجاهات التي تشكّل في جزئياتها الزوايا الطبيعية التي تلتقي مع بعضها، بتقارب مع الانعكاسات التشكيلية الأخرى لمسارات الضوء على الألوان والأشكال، ضمن دائرية لا تخرج عن الأسطح الأساسية للشكل، وبشكل عرضي للاقتراب من المحاور أو المنظور البصري لخلق صلة قوية، وترابط متين بين زوايا سقوط الضوء والأسطح العاكسة له، بتناسب عكسي يرفع من قيمة المسارات، ويمنحها أشكالها الخاصة في كل مشهد حدّدت من خلاله «هناء عبد الخالق» التقاطع وفق تناظر يوازي بين كل ما جمعته في لوحاتها المتشكلة من مجموعة انعكاسات تستوي مع النهج التشكيلي المثير بصريا لمفهوم الضوء والمرايا المحدبة ببلاغتها الفنية المؤدّية الى تكثيف الخيال والتآلف بين الرؤى والنقاط الفيزيائية المتحركة والثابتة، بتبيان فروقاتها، تضادها وانسجامها بتنوّع المتناقضات الصغير والكبير، العريض والرفيع، الطويل والقصير، والأهم العريض والنحيل للإيحاء بسخرية الوجود وتناقضاته الجوهرية بالمعنى والأسلوب، والأضداد الجميل والقبيح والواقع والخيال والمحسوس والملموس للانتقاد من الفوضى والنظام. فما بين مقعّر ومحدّب تظهر الأسطح والخلفيات، وبتناظر مع المحاور كافة ملتزمة بقاعدة المرايا المتأثّرة بضوئيات الألوان قبل المفاهيم الأخرى التي لم تخرج عن ثوابتها في لوحات تمثل في أبعادها الدلالية مفارقات الحياة اليومية.

تفتش الفنانة «هناء عبد الخالق» عن مشاهد الحياة اليومية من خلال المرايا المحدّبة الخارجية الموجودة في المحيط اليومي، وعند تقاطعات الطرقات أحيانا باحثة عن الرؤية الصفرية في الفنون التشكيلية المؤدّية الى إعادة النظر في كل شيء من حولنا، وبهذا هي تضع الأشكال تحت مجهر التصغير والتكبير، لاكتشاف الأخطاء فيما هو متعايش معنا ولا نشعر بقيمته الجمالية التي تصل الى نسبة معاكسة للصفر، مما يمنحها تشوّهات حسّنتها بأسلوب ريشة تبحث عن بصيرة تعيد اكتشاف الجمال الانعكاسي أو الخيال والواقع والحقيقة والافتراض، وهذا يجعلنا نتساءل كيف تنظر الفنانة «هناء عبد الخالق» للريشة وهل تريد تذكيرنا بلعبة الملعقة التي كنا نلعبها ونحن أطفال لنرى المشهد من الخلف أمامنا متطاولا أو متموّجا بالعرض؟

تتساوى تفاصيل لوحات الفنانة هناء عبد الخالق من حيث الفكرة التي انطلقت منها لتقلب الحقائق وتضعها أمامنا لنتفكّر بماهيتها فنيا، وان كرويا غالبا بخصائص المرايا المحدبة بتظليل داخلي تتقارب معه النسب التشكيلية أو تدرّجات الألوان عبر المحاور البصرية والشعاع الضوئي والقدرة على التلاقي من خلال نقطة واحدة هي اللوحة بمعنى محورية الصورة الافتراضية عبر مرايا محدبة، والصورة الانعكاسية اللانهائية مركّزة على بؤرة الألوان وتدرّجاتها التي تمنح الافتراض الناتج عن المرآة المحدّبة شكلا فنيا هو نظرية الكائن أو الكينونة الافتراضية (مرآة محدّبة) ومن ثم نستكشف الناتج ذهنيا وتلقائيا وهو الحقيقة الأخرى أو (مرآة مقعّرة) وبالتالي هي وضعت هذه المعادلة عبر الفن التشكيلي بأسلوب تتغنّى به شاعريا، وان كان بمجمله عقلانيا محسوبا بدقة متناهية. إلا ان الظاهر والخارج فيه نقاط تعكس بعضها البعض، لتصل الى نقطة واحدة هي اللوحة وتفاصيلها الجمالية ذات التوالد الفيزيائي المنبثق عن فكرة المرايا ومعانيها في تشكيل المشهد الحيوي فنيا.

معرض الفنانة «هناء عبد الخالق» (Hanaa Abdel Khalek) في «غاليري اكـــزود» (Equipe Exode) الأشرفية نزلة وزارة الخارجية.


dohamol@hotmail.com