بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تشرين الأول 2019 12:01ص معروف سويد في «سنوات وابتسامات» الوجه الآخر لسيرة ذاتية

غلاف الكتاب غلاف الكتاب
حجم الخط
كتب الصحافي الساخر والأديب المبدع معروف سويد عدداً هائلاً من المقالات السياسية والثقافية في مجلة «الأحد» البيروتية لصاحبها رياض طه ورصيده قد يصل إلى ألف مقالة، فهو من الجيل الذي بدأ بعد اسكندر الرياشي صاحب مطبوعة «الصحافي التائه».

وقد نذر معروف سويد نفسه لهذا النوع من الكتابة وعمل على نشره من خلال الكتب والمجلات ووسائل الإعلام.

في مؤلفه الجديد «سنوات وابتسامات» باقة من مقالات جمعتها إبنته «هناء سويد»، «حتى تبقى معنا أنت الأب الحنون، والكاتب الفيلسوف حيّاً لا يموت» تقول هناء.

في «سنوات وابتسامات».. حاول معروف سويد (ولد في بلدة الخيام 1920 - 2003) أن يسيطر علي اللغة سيطرة كاملة.. ويطوّع أسلوبه حسب عمر قارئه.

وحاول أن يغطي كل الموضوعات وينير كل المصابيح ويقدّم كل الأزهار من جميع حدائق الموضوعات.

«هذا الأديب الجنوبي يسيطر سيطرة كاملة على اللغة العربية ويطوّع أسلوبه حسب العمر المتوجّه إليه»، يقول الكاتب فادي درويش عنه.

ويضيف: وأسلوبه سلس والجملة عنده قصيرة، ولها هدف، فهي إما أن تتبنّى فكرة ما أو تحدد حركة، أو تثير مشاعره وأحاسيس. «سنوات وابتسامات» حوار سهل وملائم للشخصيات ونوعية ثقافتهم وطبيعة تكوينهم، كما انه ملائم للمتلقّي.

والحوار عند معروف سويد له عدّة وظائف:

- تقديم معلومة.

- توضيح سلوك.

- التقديم دراميا.

- التكتيك الفني في الرواية.

لمعروف سويد أكثر من وجه إبداعي يُمكن تلخيصه في وجهه الإبداعي العملي، والأدبي.

الوجه العملي: هو إصراره على الكفاح من أجل أن يشقّ طريقه في الحياة..

بينما الجانب الآخر هو مد يده للآخرين غير مستأثر نفسه بما حصل عليه وحصل إليه، يوم أصرّ في (عناد جميل) على مواصلة دراسته الجامعية عبر تجليّات القلب المضيء.

معروف سويد.. الحاضر الغائب، فبرغم من رحيله جسدياً فإن الناقد الصحافي والأديب معروف سويد حاضراً بأعماله الإبداعية النقدية ونزاهته واستكشافاته المضيئة توّجته «وزارة العمل» يوم كان أحد كبار موظفيها بـ «جائرة الإبداع» بعدما ضمَّنت للناقد عبر كتاباته لـ «مجلة وزارة العمل» من إنتاج ظهر في شكل كتب ودراسات والمقال الصحفي الأدبي الجيد ظل هو السمة المسيطرة على هذا الإنتاج.

حول إنسانية وشفافية معروف سويد تقول عنه إبنته د. هناء سويد: «معروف المحب الغاضب إذا وقفت طويلاً أمام عاطفيته الجيّاشة وحساسيته الإنسانية العالية وبصيرته الثاقبة وغضبه من «البؤس» العام».

نقيب الصحافة الراحل ريّاض طه وصفه بالأديب الكبير الرائع.. انه مخلص لفن القصة القصيرة، والمقال اللاذع وقد شبّهه النقيب طه بـ «العدسة اللاقطة» التي تنقل حركة النّاس ونبض الشارع، ومخلصاً لفكرة الكتابة في حدّ ذاتها، باعتباره معادلاً موضوعياً للحياة.

معروف سويد في نتاجه الأدبي الجديد، رحلة مغمّسة بالشقاء.. و«سلالة» إبحار في السيرة الذاتية.. وذاكرة قابضة من البداية للنهاية.. والعازف الماهر على أوتار «وجع الناس» وحياته حوار دائم.

باختصار: الطائر الذي عانق تراب الجنوب ولامست وجدانه الإنساني بعمق، وكاتب متعدد الانتماءات يتكئ على سيرته الذاتية المتوّجة بالألم وسيمفونية العذاب وعطر الماضي!