بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الثاني 2019 12:00ص مي منسّى.. هزمت إمبراطورية الموت

حجم الخط
ليس للكاتب من سلطانٍ عليه سوى سلطان القلم، هكذا عبّرت برمزية وعفوية الأديبة مي منسّى في رواياتها، وخصّت الوطن بنقدٍ حاذق، في حربه الطويلة التي امتدّت سنوات وحصدت أرواحاً تجرّأت على العيش بحريّة وكرامة، وعزت انقسامه واحتقان الفتن في مجتمعه إلى الجهل المفرط، فكتبت رواياتها في صومعةٍ لا منفذ فيها إلا القلم.
ها هو لفظ القلم يتكرّر بتلقائية في كلّ سطر، كأنّ مسامرة الأرواح لبعضها البعض والتوغّل فيها كان لمي المتنفّس الوحيد للتعبير عن أسفها لزمرة المفسدين في الوطن، الذين شدّوا رقاب أبنائه بأسيارٍ من سجّيل.
قال بودلير:»هناك أصواتٌ تنادي، وأصواتٌ تجيب وتتقاطع» وقد نادت مي بصوتٍ عالٍ هزم امبراطورية التخلّف والهزيمة والجروح الثخينة وحواشي الدجى المرير. 
نحنُ نحصي آلامنا كلّ يوم، نقرأ، نكتب، نتأمل في  وجع الأوطان والإنسان، وفي قصصٍ كثيرة تمرُّ أمام بصرنا قصصٌ لنساءٍ كبتن «الأنا» في أنفسهنّ، وهزمنَ الأحداث وتوهّجن مبدعات في مخيّلة التاريخ، فيتأرجح اسم مي منسّى ساطعاً في رؤيا الأدب، لأنّها عاشت له وأطلّت علينا من نوافذ لا تحصى من الجمال الإبداعي.
 نسرين بلوط