بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 آب 2019 12:01ص «نجاة الصغيرة» بلغت الـ 81 عام حياة و17 عام إعتزال

«أم وليد» تفضّل الصمت لكنها تغنّي منذ 76 عاماً..

نجاة الصغيرة نجاة الصغيرة
حجم الخط
صوت خاص جداً وصفه الموسيقار محمد عبد الوهاب بـ «شدو القلب»، وقال عنه السنباطي الكبير «صوتها كالدم يسري في عروقك فتعرف أنك على قيد الحياة»، وآراء كثيرة في تميّز إحساسها عن كل الذين غنّوا وصنعوا لأنفسهم أمجاداً لا تُمحى من ذاكرة الأجيال العربية الذوّاقة.
المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة احتفلت منذ أيام بعيد ميلادها الـ 81 فهي من مواليد شهر آب/ أغسطس 1938 ولم يتغيّر شيء في حياتها يوماً، أرادت عام 2002 أن ترتاح وتأخذ إجازة مفتوحة من اللقاءات وإقتراحات المشاريع ومناخ الزحام وفوضى الاتصالات، فأعلنت إعتزالها لكي تتفرّغ قليلاً لنفسها وإبنها الوحيد وليد وأحفادها منه، ومع ذلك يظل الوسط الفني مشغولاً بأخبارها وما يتعلق بها، خصوصاً ما أعلنه الملحن هاني شنودة من أن اللحن الذي أنجزه لها ولم تغنّه بعد ستغنيه المغنية الشابة سارة الهواري بعنوان «لمسة إيدية»، طبعاً لا تعطي «نجاة» أي ردّة فعل على مثل هذه الأخبار وتعتبرها من الماضي، تماماً مثل جوابها على تساؤلات عديدة عن سر خلافها لسنوات مع زميلتها «كروان الشرق» فايزة أحمد «ده حاجة بقت ورانا من زمان، الله يرحمها ويسامحنا جميعاً».
لكن بالمناسبة ما الذي ترك أثراً عميقاً في نفس هذه الفنانة الرقيقة التي يشعر المستمع إلى صوتها وكأنه وتر مجروح سرعان ما سينقطع لكنه يظل موصولاً بآذان السمّيعة كأنه توأم الروح، إنها ذكريات الطفولة الأولى حين صعدت المنبر وهي ما تزال في السادسة من عمرها لتغني لأول مرة في حياتها أمام جمهور في حفل كبير لوزارة المعارف، وبعدها بعامين وقفت أمام الكاميرا وصوّرت أول أفلامها بعنوان «هدية»، للمخرج محمود ذو الفقار، عن نص له ولـ عزيزة أمير، ومن بطولتهما ومعهما: محمود شكوكو، صلاح نظمي، أحمد علام، فردوس محمد، وإحسان شريف، والفيلم مدته 100 دقيقة عرض عام 1947.
غنّت نجاة لمعظم الكبار، منهم (زكريا أحمد، محمود الشريف، ومحمد عبد الوهاب) وكم كانت أغنية الأخير «كل ده كان ليه» مؤثّرة في جمهور ذلك الزمان، وكانت لها محطات لا تُنسى منذ أولى أغنياتها (أسهر وأنشغل أنا، أوصفولي الحب، حقك عليّ، وسامح) ثم الأغنيات الثقيلة قيمة ونوعاً (دوبنا يا حبايبنا، أيظن، شكل تاني، لا تكذبي، ساكن قصادي وبحبو، كل شيء راح، ماذا أقول له، أسألك الرحيلا، عيون القلب، وأمّا غريبة) وكلها تردّدت أصداؤها في النجوع المصرية وفضاء العرب في الشرق والغرب.
ومن محاسن الصدف أن هذه الأغنيات دخلت في صميم أحداث الأفلام التي صوّرتها فلم تتخلّ عن كونها مطربة لصالح التمثيل التي أعلنت مرة أنها تركته لشقيقتها «سعاد» (سعاد حسني)، ولم يرق الموقف لـ «سعاد» فردّت: إنت موهبة كبيرة كمطربة وممثلة. وردّت نجاة على سعاد التي غنّت «يا واد يا تقيل» لزميلها حسين فهمي، في فيلم «خللي بالك من زوزو» وقالت لها: «إن عندك حلاوة صوت وخفّة ظل شادية يا ريتك تكملي غُنا».
والمعروف أن حضور نجاة في السينما لم يكن فاعلاً كالتمثيل مثلما جاء التأثير حاسماً مع الأغنيات التي قدّمتها وخدمت تمدّدها عربياً يوم كان الفيلم المصري ينطلق في وقت واحد على شاشات القاهرة وبيروت وبحضور أبطال الفيلم شخصياً في حفلات العرض الأول، وطال هذا معظم النجوم ومنهم حصراً سيدة الشاشتين «فاتن حمامة». وظهرت نجاة في (القاهرة في الليل، الشموع السوداء، 7 أيام في الجنة، شاطئ المرح، إبنتي العزيزة، جفت الدموع).