يا من عرفتك منذ أكثر من ربع قرن من الزمان
وتعاملت معك في كل مراحل كتاباتي بكل آن وأوان
استعنت بك لطباعة ما اكتبه لك كل العرفان
وجدتك هادئة رصينة محبوبة من الفتيات والفتيان
تتكلمين فكراً كالأدباء كلاماً منير النور ريان
وتصمتين تفكيراً من عقل راجح لموعظة بإيمان
لعمرك ما تطفلت أو سألت عن أي شيء قبل الاستئذان
لو لسؤال ذو أهمية لصالحي عادلة كالميزان
وإذا نطقت قلت بصدق كعطر فيح الارجوان
وإذا صمت لأنك ذات عقل فيه الحق رجحان
تجلين في السمع ما تسمعينه وتسأليني في بعض الأحيان
لأن الصدق لم يترك في قلبك مكاناً للبهتان
ولساناً إذا نطق لا يعرف اللف ولا الدوران
وقلباً نقياً تقياً يأتمنك على اسراره كل إنسان
وتصرفاً فيه كل الشرف والفضيلة والعنفوان
هكذا أنت ايتها الانسانة الوفية بعمل كلّه إتقان
هنيئاً لزوجك بك لأنك جوهرة نادرة كالعقيان(1)
وهنيئاً لمؤسسة باتشي بك تصونيها كالأجفان
وهنيئاً لزوجي بك عملاً معه لأنك خالية من الشنان (2)
ادامك الله يا منى وصانك من الحاسدين والعدوان
1 - العقيان: الجواهر النادرة، 2 - الشنان: العيب.