سألتني والخوف بادٍ على وجهها: «بابا هل ستتكرر الهزّة ونموت كما حصل في سوريا وتركيا؟!».. إبنة السنوات السبع التي عاشت لحظات هزّة 6 شباط برعبها وجبروتها.. وما تلاها من أحكام إلهية ومشيئة ربانية بعبيده.. أرعبها التكرار المستمر عبر وسائل التواصل.. لما يتواتر إليها خلال لهوها بجهازها المحمول.. من أخبار منسوبة إلى مصدر من هنا وخبير من هناك..
وكأنّه لا يكفينا الجهابذة اللبنانيين حتى يدخل على الخط الدجّال الهولندي.. الذي راح يزبد ويرعد ويتوعد وكذّبه الله مرّة تلو الأخرى.. حتى بلغ الأمر بأحد الجيران القاطن في الطابق التاسع أنْ غادر وأسرته المنزل للمرّة الثانية.. وأمضوا يومين في موقف أحد السيارات المجاور.. إلى أن يمر تاريخ 7 آذار.. الذي توعّدنا فيه «فرانك» والطبّالين من اللبنانيين بكارثة طبيعية.. وذريعتهم أنّنا على خط زلازل وفوالق..
حتماً الموت آتٍ لا محالة.. لكن أنْ نعيش الموت مرّات ومرّات.. فهو ما يرعب أكثر من الموت بحد ذاته.. ولعل ما أقدمت عليه «فايسبوك» بحجب حساب الدجال الهولندي ومنعه من التفوّه ونشر أكاذيبه هو أروع ما قامت به هذه الشركة.. على أمل أن تحذو حذوها كل وسائل التواصل وتلغي حسابات كل مَنْ يبث الكذب والدجل.. والتوقعات المزعومة عن زلزال هنا وهزة هناك.. رابطين إياهما بنجم عبر أو كوكب انشطر..
يكفينا ما فينا من هزّات دولارية وزلازل اقتصادية وبراكين سياسية.. وتسونامي من الانحطاط الأخلاقي على كل المستويات من رأس الهرم المقطوع إلى أسفل سافلين.. فمَنْ ارتقى إلى جواره ربّه نتيجة للزلزال ارتاح من هول الدنيا ومصائبها.. أما مَنْ لا يزال يحيا رعب الهزّات والزلازل على ألسنة الدجالين.. فيموت في اليوم الواحد مئة مرّة.. ويبقى الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين!!