بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 آذار 2024 12:02ص أهلا شهر الرحمات

حجم الخط
هلَّ الهلال والشوق طال يا رمضان.. زحمة وحياة وركض خلف الأمل وبحث عن الفرحة بقدوم الزائر المبارك.. تلك هي حياتنا نحن الطبقة المتوسّطة في لبنان.. بكل ما للكلمة من معنى.. وبكل ما رأته العين على مدار أيام ثلاثة في قلب العاصمة بيروت..
أهل «ست الدنيا» تنادوا وتوافدوا إلى «أسواق بيروت».. سابقوا الساعات إحياءً لـ»سيبانة» الشهر المبارك.. وتوديعاً لأيام الإفطار واستقبالاً لأيام الصيام وليالي القيام.. والعبادة والتعبّد والتهجّد والاعتكاف والخير والبركة..
كانوا كُثرٌ «اللي على قد الحال».. تفرّجوا واشتروا ما تيسّر من الزينة.. إضافة إلى احتياجاتهم من مونة الشهر كالبهارات والتمور والمشروبات وسواها..
أما «البرجوازيون»  فانتشروا على المقلب الآخر من المطاعم والمقاهي.. لاسيما المطلة على الواجهة البحرية أو القريبة من بيت الوسط.. حيث انتشرت السيارات الفاخرة وعمرت المطاعم ومقاهي «الطبقة المخملية» بروّداها المخمليين..
لتبقى الفرحة متواصلة «ما بين بين».. حيث ازدحمت القرية الرمضانية التي تحمل شعار «بيروت العيد».. وتقع خلف مبنى جريدة «النهار» وحديقة الشهيد سمير قصير.. بالضيوف والزائرين والمتذوقين لما لذَّ وطاب من الحلو والمالح..
لكن ما يفرح القلب هذا العام هو لجوء أهالي الأحياء البيروتية إلى نصب الأضواء وبكثرة.. سواء على المباني أو فوق الشوارع تصل العمارات ببعضها البعض.. وكأنّهم يقولون للشهر الكريم «أقبل تعال قد زادنا الشوق إليك ظلمة.. ونورك يشعل فينا الأمل والإيمان والحياة»..
وفي الختام.. يحل رمضان وتحل معه فرحته رغم كل شيء.. لكن تبقى الغُصّة في قلوبنا على إخوتنا في غزّة.. الصائمين عن الحياة ويموتون جوعاً وقهراً.. في ظل ضمير عالمي أخرس وأعمى.. الله يا منتقم يا جبّار خفّف عنهم يا أرحم الراحمين..

أخبار ذات صلة