قد لا يكون من حق الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي ان تهين بلدها امام آلالاف ممن جاء للاستماع اليها، لكنها كانت تعبر عن حال المأساة التي يعيشها كل لبناني عندما يرى هذا البلد الذي تحول من جنة على الارض الى جحيم لأهله بعد ان عاث افراد في منظومة سياسية تحاصصية فيه فساداً ليتحول من «قطعة سما» الى «قعر جهنم».
نعم نحن اللبنانيين نعتز بلبنانيتنا ، ولكن ان نرى هذه القطعة من العالم التي خصها الله بجمال طبيعي استثنائي قد اصبحت في حالة يرثى لها مقابل بلدان تحولت من صحاري الى جنات حتى ولو كانت اصطناعية، فهذا امر يحز بانفسنا، ليس بسبب الحسد من تلك الدول بل من التأسف لأننا تركنا امر ادارتنا الى ثلة من الفاسدين لا زالوا رغم الازمة الخانقة يمسكون برقبة الوطن.
صحيح ان الكثير من اللبنانيين يحلمون بالهجرة من هذه الارض التي لم تعطهم الامان منذ سنوات طويلة، الا ان ذلك لا يُخفي ان جزءاً كبيراً من الشعب دفع الكثير من الدم والمال ليمنع العدو من اخذ هذا البلد الى احضانه، نعمة البلد هي مقاومته الدائمة للعدو الذي سلب فلسطين ارضها ويريد سلب العرب جميعا مقدراتهم، لذلك يسعى الى التطبيع مع من لا يتمكن من احتلال ارضه فيحتله اقتصادياً.
لذلك نقول للفنانة الكبيرة نعم حولوا بلدك الى جهنم لكن قبل ان تهيني البلد ارفعي رأسك عاليا فقد اثبت ابناء لبنان بمقاومتهم انهم فخر العالم العربي وانت،التي يقولون انك من اصول فلسطينية «يجب ان ترفعي رأسك اليوم اكثر لأن الطوفان خلق عزة لن تبددها همجية العدو.