بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

29 حزيران 2018 12:05ص إعرف من تكون!

حجم الخط
غالبا ما تصدر عنّا أفعال وسلوكات وانفعالات أو تجتاحنا أفكار وأوهام لا نعرف عنها شيئاً. فجأةً نجدُ أنفسنا منقادين لها أو عالقين في براثنها. وفي كثير من الأحيان، نعمل على مراجعتها وتقييمها بنوع من الندم أو المؤاخذة من دون أن نلقى في أنفسنا القدرة على صدّها أو تغييرها أو حتى التخفيف من وطأتها. ربما نبالغ أحيانا في الغضب والعناد والتطرّف في المواقف والآراء، وفي أحيان أخرى ننغمس من غير توقف بالصفات المعاكسة تماماً، مثل الهدوء والتسامح وتقبّل الآخرين إلى أقصى حدّ حتى لو جاء ذلك على حسابنا. لماذا يحصل معنا كل ذلك؟ ولماذا نعجز عن التحكّم بسلوكنا في مناسبات كثيرة؟ ولماذا يصعب علينا في مواضع عديدة أن نزحزح أنفسنا خطوات ثابتة، بعيداً عن الأشياء التي تجرّنا إلى الفشل أو تجعلنا في ورطة حقيقية. 
البحث الإنساني الطويل في هذا الشأن، وجد الإجابات عن هذه الأسئلة العميقة في ما بات يُعرف على نحو واسع اليوم بـ»أنماط الشخصية» التي يتوزّع الناس جميعاً وفقها، منذ لحظة ولادتهم حتى موتهم. وهي أنماط ضاربة بجذورها في السلالة البشرية، نتجت عن مخاضات طويلة على امتداد عمر المجتمع الإنساني بعاداته وتقاليده وثقافته، وكذلك عمر الإنسان الفرد الواحد، منذ أحداث الطفولة اللاواعية مرورا بسن الرشد وانتهاء بمرحلة الشيخوخة. 
معرفة كل واحد منّا لنمط شخصيته الخاص، سيفتح له الباب واسعاً على إعادة التحكم بذاته تطبيقا لقول الفيلسوف اليوناني سقراط: :إعرف نفسك بنفسك». وهذه المعرفة هي حجر الأساس الذي تُبنى عليه لاحقاً الصحة النفسية، من خلال فهم أبعاد الشخصية وتوتراتها الداخلية إضافة إلى درجات صعودها ونزولها.
وليس لدي أدنى شك بأنّ اللبنانيين خصوصاً بحاجة ماسة إلى هذه العلوم لفتح كوة في جدار الإعاقة الوطنية الشاملة.

أخبار ذات صلة