كان الرجل الخمسيني الذي يعاني اضطرابات نفسية على خلفية ما جرى في الحروب المتكررة في لبنان ويتناول دواء للأعصاب بشكل دائم ، ويبدو هادئاً تماماً ، يجلس في الشارع يسامر المارة ، لكن منذ الشهرين تقريباً بدأ حالات من الجنون غير الطبيعي.
اخوته يتحدثون عما حصل معه ، هو كان يملك ارضاً في بلدته باعها ووضع المال في المصرف، وكان كل فترة يذهب لسحب جزء منها لكن بدون فائدة بعد الازمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان، وبدأ يشعر ان المصرف اخذ امواله، وزادت حالته سوءاً يوماً بعد يوم ، فلم يعد ذلك الرجل الهادئ ولم تعد الادوية تجدي نفعاً معه واصبح شرساً يرمي اخوته بالآلات الحادة والاحجار، يقوم كل يوم بهدم حائط في المنزل ،يحرق السرير والفراش ولولا العناية الالهية لكان اخوته ضحية جنونه هذا.
ولم يقتصر الامر على افراد اسرته بل اصبح يعتدي على السيارت ويواصل الصراخ ليلاً وفجراً ما يقلق الجيران .
حاولت العائلة البحث عن مأوى له فكان الجواب لا اماكن والأمكنة المتاحة الاخرى تحتاج الى امول طائلة لا قدرة للعائلة على تأمينها وامواله هو محجوزة في المصرف.
حالته تزداد تردياً وبات يخيف المارة وسكان المبنى والجيران حتى انه في احد الايام قام شخص بإطلاق النار عليه من بندقية «خردق» لإسكاته في الليل بعد ان خرج الى الشارع وبدأ بصراخ غير طبيعي.
هو ليس بمجرم بل ضحية دولة ونظام مصرفي مجرم هما من تسببا بخسارة ما بقي من عقله واليوم يديرون الظهر له ، مما قد يؤدي في يوم ما الى ارتكابه جريمة بحق احدهم ، لذلك يحمِّل اهالي الحي الدولة المسؤولية الكاملة عما سيحصل فهل تتحرك الاجهزة ؟