بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 أيلول 2023 12:00ص الرحمة لصيدا الحرّة الأبيّة؟!

حجم الخط
آهٍ صيدا الجريحة.. آهٍ مدينتي الحبيبة التي تتلقّى الضربات العِظَام ممَّنْ استضافتهم وكرّمتهم منذ بداية اللجوء في عام 1948.. تربّوا فيها وعاشوا بين أهلها أخوة وأحباباً.. دائماَ يتقاتلون وكأنّهم جنود مُجنّدة لهدمِكِ وتهميشِكِ.. يتقاتلون مع بعضهم تقاتل «الأخوة الأعداء».. لا رحمة في قلوبهم ولا شفقة على شعبهم وشعب جوارهم.. تُرى علی ماذا يتقاتلون ولأي هدف يريدون الوصول؟.. لو كان هذا القتال لحماية الأقصى لقدّمنا لهم الدماء.. لكنهم يتقاتلون في ما بينهم كلٌّ لإثبات قوّته على الأرض المستضيفة لهم دون شفقة أو رحمة.. يُهجّرون شعبهم.. ويُهجّرون الشعب المُضيف المُثقَل بالآلام.. هدمتم بيوتنا.. وهدّدتم حياة النّاس.. رغم أنّنا قبل أنْ يولد بعضهم تقاسمنا وإياكم ضربات إسرائيل وغاراتها.. أما الآن فتتقاتلون في ما بينكم فهذا شأنكم للحصول على الزعامة بدعم من أصحاب المآرب للنيل من صيدا الغالية على القلوب؟!
سؤال ملحاح يلحُّ على الأطفال قبل الكبار والعقلاء.. أنتم تتقاتلون بين حيّ الطوارئ والبركسات.. ولكن لماذا تصل قذائفكم إلى جميع أحياء المدينة البعيدة عنكم؟.. ما هو مشروعكم؟ وهل أنتم في المُحصّلة وبعد تفكير عميق تعملون كالبوم والخفّاش لضرب المدينة؟! 
مَنْ يدعمكم في هذا الاحتراب البائس؟! هل تريدون تحطيم المدينة وجعلها أشلاءً؟! لمصلحة مَنْ ولأي مشروع خارجي تعملون؟! وإذا سقط هذا المشروع المفهومة مراميه من الحسبان.. أعلنوا للناس ما هو مشروعكم ومَنْ الجهة التي تدعمكم وتُستعملون كأداة؟!
أسئلة ملحاحة تجول في الرأس.. ولكن كما يقول البسطاء إنّكم حفدة إبليس اللعين بعد أن أصبحتم أبالسة ناشري الخراب!.. أليس لكم أعراض تخشون عليها حتى استبحتم أعراض شعبكم والشعب الذي استضافكم؟!.. يا غارة الله فيكم وعليكم تحط.. تستلب أرواحكم كما تستلبون أرواح الأبرياء وتهدم قوّتكم كما استلبتم قوّة التسامح والتآلف معكم.. كفى تهجيراً.. كفى دماراً.. وكفى قتلاً للأبرياء من أعداء أنفسهم وأعداء المبادئ والدين والأخلاق.. كونوا بشراً.. الحياة قصيرة.. عودوا إلى رشدكم.. واستمعوا إلى العقلاء حتى تنتهي ظروف المأساة؟!
مسكينة مدينتي كم تتحمّلين ويتحمّل أهلك من الغدر والخراب.. مسكينة مدينتي كم دفعت أثماناً باهظة ودفعت الغالي والنفيس من أجل المواءمة مع مَنْ لم يرحمك.. ربّي أسألك الرحمة لصيدا الحُرّة المُسالِمة؟!
أخبار ذات صلة