بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 شباط 2023 12:08ص السيف في الغمد

حجم الخط
مبروك لكم أيها اللبنانيون هذه الطبقة السياسية التي أوليتموها تدبير أمور بلدكم فذهبت به ليس إلى قعر الجحيم فحسب، بل جعلت من بلد الأرز الذي وقف عصياً على الأعداء وطرد اسرائيل من أراضيه، إلى بورة للفساد والمخدرات التي إغتالت بالأمس خيرة عناصر الجيش عبر مروّجين فقدوا الإحساس بالوطنية وبثوا سمومهم في أرجاء الوطن.
يتلهون بالميثاقية والنصاب والتفسيرات العقيمة للدستور والقوانين ليستمروا في طغيانهم، ولكن ما يصعب الأمر أكثر أنهم يحاضرون بالعفة ويقفون على المنابر يتقاذفون الاتهامات بالفساد والتعطيل ولا يأبهون لشعب بات متسوّلاً بغالبية تصل إلى اكثر من 80%.
وإذا أقدم الناس على فشة خلق تضرب مصرف سرق أموالهم يسارعون إلى تطييب خاطر السارق ومعاقبة المسروق، لا يعلمون أن للظلم نهاية والأمثلة التاريخية كثيرة حتى ما حصل في السنوات الأخيرة.
لكن المفارقة أن هؤلاء لا يخشون شيئاً لا قضاءٍ عطّلوه بمحاصصتهم وفسادهم ولا شعباً طوعوه بالجوع والزبائنية، فلم يعد قادراً على المحاسبة ولا على تقدير الأمور بطريقة صحيحة، مواطن بات ضائعاً بين ثورة لم يكتب لها النجاح وبين عصابة من منظومة فاسدة تحكمه إما بأمر الدين وإما بما ترمي له من فضلاتها.
قد يكون الانفجار الاجتماعي الذي يتحدثون عنه قريباً ولكن هل يمكن أن يستطيع إزاحة هذه الطبقة القابضة على أعناق الناس أم أنه سيطيح بالناس ليبقوا هم وحدهم مع حاشيتهم في لبنان؟ 
هذا الواقع دفع بالماضي أحد كبارنا العظماء ليقول: «عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج على الناس شاهراً سيفه»، فهل يبقى السيف في غمده أم يشهره المظلومون بوجه الظالم؟
أخبار ذات صلة