بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 تموز 2023 12:19ص «الشيزوفرينيا اللبنانية»!

حجم الخط
إذا لم تسنح لك الفرصة لحضور حفل تامر حسني او سهرات المهرجانات المنتشرة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، ما عليك إلا ان تتنقل بإصبعك عبر شاشة هاتفك من حفلة الى أخرى، لكثرة الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل لبنانيين دفعوا وحضروا وتمايلوا مع إليسا على الـbeat.
فيديوات تنبض فرحاً وموسيقى، حتى أن من يشاهدها لن يصدّق أننا نفس الشعب الذي أُخذ منه كل شيء، وفُجرت عاصمته، ويناطح الفقر والجوع والفساد، شعب لم يفكر مرتين قبل أن يشتري تذكرة بـ100 دولار أو أكثر لحضور حفلة لعمرو دياب، أو ليحضر بعشرات الآلاف الى حفل تامر حسني.
شعب يتأفأف ويجول مسؤولوه حول العالم لجمع التبرعات، تراه في المقلب الاخر يدفع 750 ألف دولار لعمرو دياب لقاء حفلة لليلة واحدة في بيروت، تماماً كما حصل في التسعينيات حينما عاد دياب بمليون جنيه، بالتزامن مع زيارة لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الى الرئيس المصري حسني مبارك، طلباً للمساعدة.
يناقش اللبنانيون في مواقع التواصل صحة ما يجري، هل هذا دليل على تعافي؟ ام نوع من «الشيزوفرينيا اللبنانية»، فالآلاف الذين وثّقتهم الكاميرات في حفل تامر حسني تثبت أن وسم لبنان كبلد منهار هو استنتاج مشكوك به، الجميع تأقلموا مع الازمة كما كان قد توقع رياض سلامة سابقاً حين ارتفع الدولار، وبحثوا عن مخرج للفرح، فاللبناني موسوم بعبارة يحب الحياة.
لذا ترى ان الجميع من مختلف اصقاع الارض يجيئون إلى بيروت للفرفشة والسهر، فمنهم من يرون اننا شعب سعيد حتى النخاع، وقد يعتقد آخرون أننا مجانين أو مفصومين، لكن في الواقع هي طريقتنا في التعبير عن حبنا لبلدنا والحياة وربما الهروب من واقعنا المرير.
أخبار ذات صلة