ظاهرة هدر الطعام، ليس لبنان وحده الذي يتميز بها بل غالبية الدول العربية تعاني منها، لان في الفكر العربي جانب يبحث عن التخمة في كل شيء، وخير دليل على ذلك عندما سارع اللبنانيون خلال الثلاث سنوات الماضية الى تكديس كل شيء بسبب الازمة الاقتصادية، بدءاً من حبة الدواء وصولا الى بقرة جحا، وفي نهاية الامر وجدت غالبية المنتجات على قارعة الطريق بسبب انتهاء صلاحيتها وعدم استخدامها.
اللبنانيّون يهدرون سنويّاً أكثر من ثلث طعامهم، ويتركّز هذا الهدر خلال الأعياد والمناسبات، ورغم اقرار قانون «مكافحة الهدر الغذائي «في المجلس النيابي عام 2020، الا ان تطبيقه يبقى كباقي القوانين التي تقر ولا احد يلتزم بها.القانون يعمل على دعم العائلات الاكثر فقرا وعوزا في لبنان لكنه للاسف لم يفعل، وقلة قليلة من المطاعم التي تتعامل مع مؤسّسات خيرية للتخلّص من المنتجات قبل أن تُتلف.
وبحسب منظمة «اليونيسيف»، فانّ حوالي 9 من كل 10 أسر في لبنان، لا تملك ما يكفي من المال لشراء الضروريات، لافتة الى انّ آلاف من أطنان الطعام ترمى في النفايات، و30 بالمئة من أطفال لبنان ينامون ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كافٍ من الوجبات، في حين لا تملك 77 بالمئة من الأسر ما يكفي من غذاء أو مال لشراء الغذاء.في المقابل وفي بلد يحب الفزلكة والشواف وتصوير الموائد على السوشيل ميديا، فإن 35 بالمئة من الغذاء يذهب هدراً سواء في المطاعم أو في المنازل.