مَن مِن اللبنانيين لم يفقد الثقة بالمصارف بعد الازمة الاقتصادية وسرقه البنوك لجنى عمرهم، وتحويلهم الى مذلولين يشحدون اموالهم، فقرر الميسور منهم او من نجح في وقت سابق بالحصول على امواله الى تخبئتها داخل المنازل.. ولكن هل هذه الظاهرة صحية؟
السرقات التي انتشرت بين المنازل تجعل المواطن يحسب الف حساب اذا ما كان قد خبأ امواله داخل المنزل، فهو لا يغادره ابدا، ويبقى في حالة عدم امان وخوف شديدين في حال اقتحم احدهم منزله.
اقتصاد الكاش، والخوف من السرقة دفع باللبنانيين الى ايجاد خيارات جديدة للتخلص من هذه الأموال النقدية التي تؤرقهم، وقد تكون فورة المطاعم والسهر والسفر التي تجتاح لبنان حالياً تعبيراً غير سليم عن هذه المحاولة للتخلص من الكاش، بحسب الخبراء.
اضف الى ذلك، أنهم باتوا يعمدون إلى شراء مقتنيات بأعلى من قيمتها الفعلية سواء عقارات أو سيارات أو مجوهرات للتخلص من الكاش، ومنهم من بدأ يستثمر في مجالات مختلفة كبناء بيوت ضيافة في قراهم أو إقامة مشاريع تجارية صغيرة.
ورغم الخوف من السرقات الا ان الغالبية العظمى من اللبنانيين تفضل الاحتفاظ بأموالها امام اعينها تحسباً لاي كارثة جديدة قد تمر بها البلاد، او للدفع للمستشفى في حال تعرضوا لوعكة صحية كي لا يموتوا على أبوابها بعدما اصبحت الفاتورة الاستشفائية عالية جداً.