بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

3 شباط 2024 12:01ص المواطنة قبل الطائفة

حجم الخط
يترّقب كثير من اللبنانيين ما سيحمله 14 شباط لا سيّما أن الأخبار المتواترة تتحدّث عن عودة مرتقبة للرئيس سعد الحريري لن تكون كما في العامين الماضيين مجرّد طلة، بل سيمكث بين أهله وجماهيره فترة لم تحدّد مدتها بعد.
هذه العودة تثمّل الكثير لعدد كبير من اللبنانيين الذين يقدّرون ما فعله آل الحريري على الصعيد الوطني، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان، لكن المشكلة ليست بمجيء زعيم أو رحيل آخر بل المشكلة هي في النظام اللبناني الذي أسس للطائفية وبالتالي للزبائنية في كافة مرافقه.
المشكلة تكمن في استمرار الشعب اللبناني بقبول أن يكون الوطن الواحد أوطاناً للطوائف كلّما اختلف زعيمان دفع الشعب برمته الضريبة، لا بل ينجر السواد الأعظم من هذا الشعب خلف عبثية زعيمه مع علمه المسبق أن هذا الزعيم يحمل الشعارات لتظهر وكأنه يدافع عن أبناء الطائفة وليس عن مصالحه الشخصية وأجنداته السياسية.
ليس عيباً على اللبناني أن ينادي بالمواطنة قبل الطائفة لأي جهة انتمى لأن حكم القانون والعدل لا يحاسب على الهوية بل على العمل، ومن تمسك بدولة المؤسسات بات عليه أن يتخلّى عن التمسّك بالثوابت السياسية للطائفة، وحتى لا يقع ضحية غش الطبقة الحاكمة فإن التمسّك بالدين لا يعني انتهاك مؤسسة الوطن بل كل الأديان كما الشرائع الدولية تحث على الدفاع عن الوطن.
وبما أن المقاومة فعل إيمان بالوطن فلماذا يستمرّ هذا الخلاف حول هوية المقاومة التي باتت اليوم حاجة ملحّة أكثر من السابق ليس على الحدود فقط بل بوجه إعداء الشعب الذين ينتهكون حقوقه منذ سنوات.
أخبار ذات صلة