بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 آذار 2024 12:20ص بكل لغات الكون!

حجم الخط
رغم الأجواء العاصفة والأمطار.. ورغم الأحوال الصعبة والضائقة المعيشية.. أحد لا يمكنه منع حلول الربيع.. حاملاً معه بُشرى الأمل.. وناقلاً آيات ميلاد حياة جديدة.. مليئة بألوان الطيف المرزكش بالأنوار.. وحكايا الغد المزيّن برفوف اليمام..
إنّه الحادي والعشرين من آذار.. إنّه يوم انبعاث الحياة وتفتّح الزهرات.. وعودة الطيور إلى أغصانها الوارفة.. وخرير المياه في جداول الحياة.. وهديل الحمائم في أجواء الوجود.. وبُكاء طفل صغير مُعلناً ميلاد كونٍ صغير..
إنّه أوّل أيام الربيع.. إنّه «عيد الأم».. تلك التي من رحمها يولد الوجود.. وعلى يديها تتكوّن الأقدار.. وبدعائها تتصيّر الأحوال إلى أحسن حال.. وبكلمة «الله يرضى عليك يا ولدي».. ينبلج فجر الصباح مبلسماً كل وجع..
كلمات جميلة وعبارات فيها من الرنين والنغمات أجمل التعابير.. لكن أين هي على أرض الواقع؟!.. فمن فلسطين مهد الرسالات وأرض المحشر والمنشر.. إلى لبنان وجنوبه الأغر.. إلى سوريا والجرح المفتوح.. إلى العراق والدم المسفوك.. إلى اليمن ولصوص الوطن والأرض.. إلى ليبيا والسودان والصومال وسواها من الأقطار العربية.. 
تحيّة إلى كل والدة حملت وتعبت وربّت «كل شبر بندر».. حتى حرمتها الحروب والاضطهاد والظلم والعنف و«أولاد الحرام».. معنى كلمة «ماما.. أمي.. يامو.. يُما.. يُمّا».. 
تحية إلى «ست الحبايب» التي سرق المحتلون والطٌغاة بلسم أيامها.. فركنت إلى باب الدار تنتظر مفقوداً يعود.. أو خبراً عن فلذة كبدٍ ذَهَبَ ولم يعد.. أو تبكي إبناً اغتال سنوات شبابه مُستعمر أو إرهابي أو نصّاب سرق رزقه ورماه في غياهب السجون..  
كل عام وأمي وكل أمهات الدنيا بخير وصحة.. وإلهي يبلسم قلب كان أم تنتظر غابئاً أو فقدت إبناً.. ويبرّد قلب إبن فقد أُمّه حيّة كانت أو في دنيا البقاء..

أخبار ذات صلة