بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 أيار 2019 12:55ص تأملوا الميثالوجيا اللبنانية!

حجم الخط
حكاية الحياة في هذا الوطن تدخل في حيز الميثالوجيا.. وإن كانت حكايتها لا تقارن بأي شيء في العالم.. لأن الفساد المستشري في هذا البلد ليس له حدود.. مع أنّ هذا الوطن الصغير المسمّى لبنان.. كان مرآة لعموم الدول العربية من المحيط إلى الخليج.. وكان الكل يتسابق ليصل إلى مستواه.. من حيث قوّة قيمة الليرة اللبنانية.. من حيث رقي النّاس في التعامل.. من حيث الترحيب بالضيف.. من حيث اللياقة في العلاقات الإنسانية والوئام على المستوى الداخلي.. والصداقة مع جميع الدول العربية دون استثناء.. وكان لكل دولة من دولنا العربية مصيفاً يصطاف فيه المصطافون.. الحياة كانت رخيصة.. والنعمة عامة على الجميع إلا على المتكاسلين..

المجتمع الدولي أراد تعديل معاهدة «سايكس بيكو» لصالح إسرائيل.. وقعت عينه أولاً على قبرص، فقسّمت الجزيرة بين المسلمين والمسيحيين، واحتلت تركيا شطر منها، أما الشطر الثاني المسيحي وعموم سكانه من اليونانيين، فقد حكموا أنفسهم بأنفسهم.. وللأسف استمر مسلسل «سايكس بيكو» لينال من لبنان لتحطيمه باندلاع الحرب الأهلية، فعاد الوطن مئة سنة إلى الوراء، وكرّت السبحة لنصل إلى ما وصلنا إليه.. زعماء طوائف متوائمون مع بعضهم في المناسبات، ومتحاصصون في السرقات.. لكنهم متحاربون في العلن والخفاء على مَنْ يقود الآخر.. تأمّلوا الميثالوجيا اللبنانية!

أليس من حق الشعب أنْ تكون له حكومة مثل حكومة سنغافورة.. ارتقت من الفقر إلى الغنى، بعد الاستقلال، وكل فيها عامل ويعيش براحة بال.. أليس من حق الشعب أنْ تكون حياته كما الفيتناميين، الذين ارتقوا ببلادهم بعد طرد الأميركان، وكسر أنوفهم ليصبحوا دولة اقتصادية وتعم فيها الصناعة والتجارة.. 

بفضل المتحاصصين أصبح حالنا حال.. المواطن اللبناني الموظّف والمتقاعد والعسكري أنينهم ملأ عنان السماء.. مَنْ يجيرهم؟


أخبار ذات صلة