بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 آب 2023 12:00ص تغيير هوية الوطن؟!

حجم الخط
مع ارتفاع حرارة الجو الحرّاقة التي سيطرت على شهر آب اللهّاب.. سيطرت على لبنان موجات من الانفلات في كل مناحي الحياة.. أسعار السلع  الغذائية أصبحت في علب العرائس.. وما عاد للمواطن قدرة على الشراء لسد جوعه.. كما الانفلات السياسي والأمني المُطبِق على حياة الناس المرافق للتهديدات الأمنية وانفجار الأوضاع على جبهة عين  الحلوة التي تُهدّد سلامة المواطن في صيدا والجوار.. حيث كانت الأصابع على الزناد وتهديدات الفصائل لبعضها البعض.. وتعالي الرصاص بين لحظة وأخرى تحضيراً لمعركة كبيرة لا تُبقي ولا تذر؟!
لو كان الاقتتال يشمل المخيّمات محصوراً بعد دمار بيوت اللبنانيين في المحيط.. لوصفنا الوضع بأنّه محصور.. لكنه كما في الجولة الماضية طالت القذائف جميع أحياء صيدا.. بما يُشير إلى أنّ هناك واقعاً مأساوياً سيُفرض على المدينة بأكملها؟! نعم الجهود غير فعّالة حتى تاريخه والانفجار بإيعاز للخراب حاضر للحدوث.. حمى الله صيدا من كل الذين يدبّرون لها من المكائد الواحدة تلو الأخرى.. وهات يا جولات  بأمرٍ من هذا وذاك؟!
لا رأس للدولة.. رئيس الوزراء يُهدّد بالاعتكاف.. «المسائيل» في إجازاتهم الصيفية.. والنوّاب لا يُصدِرون قرارات بعدما أصبحوا نوائب.. بلد يعيش تحت خط الفقر وتحت خط  العقل.. بل إذا ما أمعنّا النظر.. نرى أنّنا نعيش في عصفورية وإذا حصل حوار فهو كما حوار الطرشان.. الحدود فلتانة عبر التهريب.. والمخرّبون ما أكثرهم في الحضور إلى جانب تهريب البشر وخلافه من الموبقات التي لا تُبقي ولا تذر.. أما اللجوء فهو يتزايد بشكل غير قانوني وما عدنا نلمح في الشوارع أكثر من المتسرّبين بعضهم للعمل وبعضهم للخراب والعمل في سرقة البيوت والنشل.. وضع مأساوي يجعل اللبناني غير آمن في مسكنه ولا حتى في تجواله؟!
حكايتي اليوم مأساوية.. لكنها تصف الوضع العام.. لشعب ابتلى باللجوء الإنساني على أرضه.. حتى بتنا نشعر من الأحوال المعيشية والمجتمعية.. بأنّنا نحن مَنْ لجأنا إلى وطننا بينما اللاجئون الحقيقيون هم «أسياد الوطن».. بالاقتتال.. والسرقة والنشل والعمل على حساب المواطن؟!
حياة  ضنك معيشية واجتماعية وصحية.. وحياة ضنك لتغيير هوية الوطن؟!
أخبار ذات صلة