بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 حزيران 2023 12:00ص جان شديد.. رسول البسمة؟!

حجم الخط
رغم انزلاق الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى المرحلة السوداوية المجتمعية في لبنان.. ورغم عدم وجود حلول ناجعة لحياة الإنسان على جميع المستويات الطبيعية والمعيشية.. ورغم قصور الحكّام عن الاهتمام بالإنسان اللبناني. وأيضاً المتحازبين عن الاستثمار بالإنسان لإعادة هيكلية الوطن إلى ما كان عليه.. تظهر علينا ظواهر برّاقة من أهل الخير الذين يقومون بمدّ اليد للمواطن البائس في حياته الضنك..
رُسُل المحبة المجتمعية يحاولون ملكاً لصنع الأمل في الحياة.. لكن الأمل الفردي يُشفي بعض القلوب.. أما الشفاء الحقيقي فمطلوب من حكّام الدولة الفلتانة على الغارب بكل الموبقات.. ولولا الجيش الساهر على الأمن لكنّا فقدنا أركان الوطن الذي أصبحت مداميكه هشّة لدرجة الانفراط بالعقد المجتمعي.. حمى الله جيشنا وعموم مؤسّساتنا الأمنية الساهرة على الأمن.. رغم أنّ أوضاع حُماة الوطن الهشّة في غذائهم ورواتبهم تماماً مثل الشعب.. وهذا الواقع فريد من نوعه في الدول؟!..
 في بلاد العالم تهتم الدول وتعزّز أصحاب الاحتياجات الخاصة وتؤمّن لهم ما يحتاجونه من حياة كريمة.. بينما دولتنا العليّة لا في ازدهارها ولا في انهيارها تؤمن لهم المعيشة الطيّبة ولا الحياة الكريمة التي تليق بالإنسان..
رسول محبة قد يكون فريداً وقد يكون له أمثال مخفيون ولا نعرفهم.. لكنّني خبرتُ إنساناً مؤمناً بالحياة وبمد يد المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة.. هذا الرسول الاجتماعي بإيمانه بالله والوطن والإنسان هو مزيّن المشاهير جان شديد.. الذي قام بتحضير صالون متنقل لإدخال البسمة إلى قلوب ذوي الاحتياجات الخاصة..
مزيّن المشاهير جان شديد الذي يحتاج إلى مواعيد محدّدة مع المشاهير.. نذر نفسه أن يكون رسول البسمة.. ما أن يتلقى اتصالاً هاتفياً من أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة من الإناث حتى يهبَّ لنجدتهن وزيارتهن في منازلهن.. إنْ لم يكن بإمكان صالونه المتنقّل الوقوف بالقرب من المنازل.. يحمل مساعده الحقيبة كما هو حامل في عقله وقلبه ووجدانه تقديم العون.. 
أنا لا «أبطرك» جان شديد الإنسان.. لكن القصة بدأت مع شقيقتي.. اتصلتْ به.. فردَّ عليها.. وحدّد الموعد.. وترك عمله المُريح وجاء ليربح بسمة الآخر.. قصَّ شعرها وسرّحه.. ولم يقبل حتى شرب القهوة بل اكتفى بكأس من الماء.. وبعدما انتهى من عمله.. سألها إذا كانت تحتاج إلى المُعدّات ليقدّمها إليها.. كم أنتَ جميل القلب والروح جان شديد؟!
أخبار ذات صلة