بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

26 أيلول 2023 12:00ص حمى الله لبنان وصيدا؟!

حجم الخط
منذ العام 1975 ونحن نعيش الحروب الكامنة في الخفاء والحروب «الملعلة» بالقذائف والرصاص على المستوى المحلي وعلى المستوى الدولي الذي يعمل لضرب لبنان المثل والمثال وحضارته التي تغوي أبناء العائلات العربية للتمدرس فيه والتخرّج من جامعاته والتطبّب في مستشفياته.. حتى أنّه كان مدرسة وجامعة الشرق ومستشفى الشرق.. ويا أسفي على وطني الذي استقبل الأحرار واللاجئين.. منهم مَنْ كان بانياً ومنهم مَنْ كان مُهدِّداً لسلمه الأهلي.. حتى وصلنا إلى الحرب الأهلية وقُسِّمَتْ البلد حسب الطائفية المقيتة؟!
بعد «حرب السنتين» صدر لي كتاب «حرب السنتين» بالصور والتاريخ والأحداث.. الصادر عن «دار المسيرة».. كتبتُ مقدمة الكتاب الموجزة على النحو التالي: «مَنْ يتألّم يتعلّم.. نحن هنا نُثير الألم في النفوس.. علَّ الناس يتعلّمون من هذه الحرب»؟!..
للأسف الشديد انتهت الحرب بعد قرابة عقد ونصف العقد إثر «اتفاق الطائف».. لكن الناس كل الناس لم يتعلّموا.. جميعهم سار خلف زعماء الحرب الطائفية ولهذا نرى الانقسامات والتباعد بين الجميع.. زعماء الطوائف والأحزاب التي نشأت في ما بعد لكل منها أجنداتها الرحبة ومحازبيها.. وهؤلاء مستعدون للتعاون مع الشيطان لتمتين مراكزهم.. وأصبح البلد في أسوأ أحواله في عهدة حُكم الرئيس الأخير يرقص كما أوراق الخريف في عز الربيع والصيف ويتساقط على أرصفة الطريق إلى المهوار الكبير.. وهذا يعني لا الزعماء والشعب تألّموا حتى يتعلّموا رغم عدد القتلى والجرحى والمفقودين.. ولا أوضاع الناس تذكّرت الألم بل سلّمت رقابها إلى طغمة سياسية فاسدة بامتياز سرقت المال العام.. وهدمت المؤسّسات بإدخال الجَهَلة إلى المؤسّسات الذين يبصمون للزعماء؟!
المصارف بإداراتها جميعاً سرقتنا.. وسرقت أموال المودعين وحولتهم إلى «شحّادين».. وصدق الفنان الراحل شوشو في آخر مسرحية له قبل الحرب تحت عنوان «شحّادين يا بلدنا».. نحن فعلاً شحّادين يا بلدنا.. «قالوا عنّا شحّادين.. جوعانين يا بلدنا.. نحن والله جوعانين».. 
صدق الفنان الراحل شوشو وأصبح الشعب اللبناني باستثناء المحاسيب.. شحّادين وجوعانين.. مَنْ يسعفنا حتى تنتهي حالة الاضطرار للشحادة؟!.. ومَنْ يؤمّن لنا الرواتب التي تضمن كرامتنا وتقينا الجوع والعوز في وضع بائس نشعر به أنّ الأيام القادمات أشد اسوداداً؟!
شخصياً.. أنا تألَّمتُ وتعلَّمتُ وأمَّنتُ نفسي لكن «دهقنة المصارف» جعلت المتعلّمين شحّادين.. جوعانين.. مرضى.. سكارى وما هم بسكارى لكن الحياة الضنك السوداء أسكرتهم حتى أكلتهم الحالة السياسية المربِكة.. وحالة الحرب المستوردة من الخارج في عين الحلوة بصيدا.. حمى الله لبنان وصيدا؟!
أخبار ذات صلة