كثيراً ما نسمع عبارة «اللي طلع الحمار عالمئذنة بينزلوا»، إلا اننا في لبنان جميعنا متهمون بهذه الجريمة بعدما أوصلنا كثراً الى القمة ووليناهم على انفسنا ولم نعد نجد الطريقة المثلى لإنزالهم، ونتيجة ذلك ها هي بدأت الدولة تنهار وأعمدة مؤسساتها أصابها التصدع والخلل، ليس بسبب كثرة الهزات الارتدادية التي تضرب لبنان جراء زلزال شرق المتوسط المدمر، ولكن جراء سوء الادارة والحكم.
فحالنا بات اليوم كحال صاحب الحمار الذي اشتراه ذات يوم، ومن فرحته به أخذه إلى سطح بيته.. وصار الرجل يدلل الحمار ويريه مساكن قريته من فوق السطح، حتى يتعرف على طرق القرية كى لا يتوه حين يعود وحده للبيت.
وفى اليوم التالي، أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الإسطبل، فغضب الحمار ولم يقبل النزول.. فالحمار قد أعجبه السطح وقرر أن يبقى فيه.
توسل صاحب الحمار مرات عديدة وحاول سحبه بالقوة لكن الحمار كان يرفض النزول، بل أخذ يدق برجله، ويرفس وينهق فى وجه صاحبه، البيت كله صار يهتز، والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار، فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل، وخلال دقائق قليلة، انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار.
فوقف صاحبنا عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه.. وقال: «والله الخطأ ليس خطأك بل أنا المخطئ حين طلعتك للسطح».