بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 تشرين الثاني 2018 12:00ص خنافس المنافس؟!

حجم الخط
أجلس إليك يومياً.. أقص عليك أخبار البلاد والعباد.. أحدّثك بما جرى معي.. أحس أنك تريد المزيد.. يرن هاتفي.. تصوّر أنساه تاركة له العنان حتى الصمت.. إذا صمت لا يعنيني.. لكن صمتك رهيب كما نظراتك كما تصميمك على معالجة المواضيع التي لها أوّل وليس لها آخر.
تنتهي حصة المجالسة بعد إفراغ كل ما في جعبتي.. لأنتقل إلى شؤوني.. لكن صوتك يهزني للقيام بكذا وكذا.. بالله عليك أما زلت تصدر الأوامر لعديد الأرواح فتنفذ؟ أريد ان أتخطى هذا التقليد بعد أكثر من 42 عاماً.. ولكن إلى أين المفر منك؟ أنت على البال والخاطر.. غائب حاضر رغماً عن الجميع!
إذا كان هذا هو الضمير الحاضر والمستتر.. كيف يمكن أن لا أعود إلى مراجعة كل اموري فور عودتي إلى المنزل؟
بهذا السؤال أنهت صديقتي كلامها.. وهي تريد ان لا تراجع يومها وما جرى معها في الطريق إلى العمل والعودة.. كأنها باتت من زهدها تشعر ان عليها ان تقفل الأبواب والنوافذ على نفسها.. حتى لا تسمع شكاوى الزملاء من حالهم ومآلهم.. ولا شكاوى النّاس من الأوضاع الاقتصادية المتردية والسياسية العفنة التي وصلت إلى حدٍ أقرف الناس من حياتهم..
تأملتها ملياً قائلة: جميل ان يجلس الانسان مع «هو» ذاته أي ضميره.. وجميل ان يستعيد ما جرى معه في يومه.. لكن يا عزيزتي أبعدي عنك كل هذا طالما أنت لا تخطئين.. وفق هذا كلّه تعيشين في بلد لا تحترمي فيه السياسيين ولا نواب الشعب ولا حتى الذين يسيّرون الأمور كافة.. نعم أنت من مجموعة من البشر الكثر الذين حال واقعهم الاجتماعي المعاش بينهم وبين ما يرون ويسمعون يومياً.. نعم نحن نعيش في حمام ضاغط.. المياه فيه مقطوعة والبخار غبار ورائحة الزبالة منتشرة عوض رائحة الغار.
أؤكد لك ان غالبية شعبنا المطلقة هي في نظر أولي أمر السياسة المتاجرون بنا وبقوتنا وصحتنا ورزقنا يعتبروننا حشرات يتكبرون علينا.. وكما تعرفين لا تعيش الخنافس الا في المنافس؟!


أخبار ذات صلة