زلازل بالجملة استفقنا عليها صبيحة أمس الإثنين حتى ظهره.. أصابت الناس بالهلع الشديد.. لكن السواد المُدلهم حطَّم مستقبل لبنان وشعبه.. عواصف ثلجية وحرارة متدنية حطمت أجساد البشر في ظل العتمة وانقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات.. وتبعها ارتفاع سعر الدولار وأيضاً ارتفاع سعر ربطة الخبز إلى 30 ألف ليرة.. عِشْ يا مواطن على الكفاف متدثّراً ببرد الثلج وقلّة الغذاء.. حتى العدس المفقود بات سعر الكيلو غرام 71 ألف ليرة.. آهٍ يا الشعب المسحوق المدعوس من شرذمة السياسيين الأوغاد؟!
اجتماعات دولية ترسم مستقبل لبنان الذي أصبح في غرفة العناية الفلتانة على كل الاحتمالات.. الموت السريري أو الموت بإطلاق رصاصة الرحمة على الشعب الممروض على كل المستويات.. لا دواء ولا علاج له كوطن.. تماماً كما افتقاد الدواء والعلاج.. وهاذان إذا وُجِدا لا يستطيع المواطن الحصول عليهما.. مرضى السرطان في تظاهراتهم ومطالباتهم من الدولة بتوفير الدواء مجاناً للمواطن.. أو مواجهة الموت المحتوم باعتبار أنّ لبنان يُعتبر الثاني في إصابات السرطان بعد مصر في الدول العربية.. رحماك يا الله كل ما يحفظ الحياة مفقود للشعب المنكود؟!
المصارف مُفلِسة.. الدولة منهارة.. الشعب فقير جائع.. السياسيون النهّابون أغنياء بأموال الدولة وسرقة أموال المودعين وتحويلها إلى حساباتهم في الخارج.. يتلهّون بتصريحاتهم الممجوجة.. يتناتشون سياسياً مَنْ سيكون رئيساً للبلاد لتنفيذ أجنداتهم التي ستنهي لبنان وشعبه عن الخريطة الدولية.. أُفٍّ من مستقبل لبنان الأسود؟!
يا إلهي ننام على أخبار سوداء ونقوم على أخبار سوداء أشد سواداً.. وهكذا دواليك عش أو مت يا إنسان.. يبدو أنّ قبضة الموت ستصبح جماعية ولن يُحاسب عليها أحد تماماً كما حصل من قِبَل القضاء المتصلّح لصالح المسؤلين عن انفجار المرفأ ضد إظهار حقوق الضحايا والخراب الذي أصابنا في منازلنا وحياتنا؟!
مصرف لبنان وحاكمه يصدر التعميمات التي لا تخدم المواطن.. بل تغرقه في السياسات النقدية التي أتت على الأرواح... تُرى أليس للحاكم وابنه وشقيقه يد في جولات الرقص الهستيري للدولار؟!
كل ما يستورده التجّار فاسد وغير صالح للاستخدام الآدمي.. وقد رأينا بأم العين ماذا تحمل بواخر القمح من أوكرانيا.. نعم دولة فساد بفساد؟!