بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

8 أيار 2018 12:17ص رحلة العمر السعيد!!

حجم الخط
قالت المسنة لأحفادها: «يا أحفادي لا تركبوا في مواصلاتكم المخيف بل اركبوا الأقل إخافة».. ضحك الأطفال وسألوا جدتهم: وما هو المخيف في إختبار لها؟ تأملتهم الجدة ملياً وتمتمت بصوت خافت: «الأولاد لم يفهموا كل قصصي التي سردتها لهم».. إنها ثقافة العصر الهواتف الذكية والتلفزيونات ذات الأبعاد ثم تنهدت وقالت آه يا زمن كان اولادي في عمرهم أكثر ثقافة ومعرفة وشغف بالتعرف على كل ما هو خارج عن المألوف..
المسنة أستاذة جامعية.. لكن كبار السن في هذه الأيام يشكك في كلامهم.. مع إنهم الخميرة والمعين الذي يرتشف العلم والفهم ارتشافاً..
الطفل المشكك سأل جدته: ما هو المخيف في المواصلات؟.. قالت كل شيء مخيف وصعب ومع التجربة نستسهله.. وأخطر شيء الدراجة في الشارع وليس في الحديقة.. والموتوسيكل وسائقيه الرعناء.. انتبهوا وابتعدوا عن هاتين الآلتين في الشارع.. وتابعت الجدة بعد ان أجلست ظهرها على الكنبة: وفي السفر ورغم ان الطائرة هي الأسرع للرحلات الدولية.. لكن إذا كان هناك متسع من الوقت فركوب الباخرة أأمن.. فيها قوارب نجاة وهناك من يهب لنجدة ركابها.. وهذا يجب ان يكون صيفاً وليس شتاءً والبحر أمواجه ترتفع عدّة أمتار..
نظر الطفل إلى جدته وسألها: عندما تزوجت جدي أين قضيت شهر العسل؟ ضحكت من قلبها وقالت له في باريس.. تزوجنا في 24 حزيران وفي اليوم التالي ركبنا الباخرة من المرفأ.. كانت أحلى رحلة في حياتي.. كنت أعيش بين الازرقين وأنا عروس.. وهل أجمل من هكذا رحلة؟..
يا أولاد هذه الرحلة علمتني الصبر.. علمتني ان التقي بأغراب من كل المستويات.. أن اتحدث إليهم وأناقشهم في العديد من الأمور.. فعلاً إنها رحلة العمر السعيد!!

أخبار ذات صلة