أتحفنا وزير الطاقة والمياه وليد فياض بالعتمة المُقبِلة لتعذّر وجود الفيول.. بعد الخطأ في استقدام باخرة الفيول الموجودة في المياه الإقليمية اللبنانية من دون موافقة اللجنة الخاصة بالكهرباء أو رئاسة الحكومة وحتى وزارة المال.. وهذا ما يدل على أنّ الوزراء والساسة في لبنان لكلٍّ منهم مغارة من مغاور «علي بابا».. وكيف بمغارة الكهرباء التي اغتنى غناءً فاحشاً كل مَنْ وصل وتربّع على رأسها؟!
يا معالي الوزير المهضوم.. نحن بلد الماء ولبنان بأكمله يعيش العطش ويقع تحت رحمة صهاريج الماء التي تؤخذ من ضبيه وتُباع بأسعار خيالية.. كيف تحصل الصهاريج على الماء ولا يحصل المشتركون من المصلحة على الماء.. وتقول المصلحة بأنّها ستنقطع عن تمويل المنازل لعدم وجود المازوت مع أنّ المواطن يدفع اشتراكه بالملايين؟!
إذا كان الناس مشغولون بلقمة العيش والبحث عن الضوء والماء.. وأنتم تبحثون عمّا يهبط عليكم من رزق وفير في مغاراتكم؟! لعلمكَ يا معالي الوزير فواتير الكهرباء لشهري كانون ثانٍ وشباط التي لم نر فيها الكهرباء ولو لساعة واحدة.. جبت الوزارة الغراء في قعرها جباية عالية وسعّرت الدولار على 120 ألف ليرة للدولار الواحد؟! هل بدأتم تعتقدون بأنّ المواطن سائمة وبلا ذاكرة؟!
النّاس يا معالي الوزير جوعى لأنّ رواتبهم لا توفّر لهم أكل طبخة المجدّرة.. وإذا حصلوا عليها هل أُخبِرُكَ كلفة هذه الطبخة «التدبيرة» لسد الجوع؟! هل تعرف ما هو سعر كيلوغرام الأرز والعدس والبرغل والبصل والزيت والغاز حتى تتهيأ الطبخة؟!
التأمّل في حياة النّاس.. يجعلني أتألّم لأنّني منهم ولهم.. ولكن أنتم يا «المسؤولين» الذين جئتم من المحاصصة السياسية بين الميليشيات.. تغتنون من المغارات التي تُديرونها.. أما اكتفيتم سرقة ونهباً على الطالع والنازل؟! المزارع بعد أنْ يقطف عنبه عن الكرمة يترك بعض العنب للعصافير.. بينما أنتم محوتم الأخضر واليابس حتى يبّستم الأجساد؟!
المواطن يئن من جوعه ومن هزاله ولا يستطيع تقوية دمه بالغذاء ولا بالدواء لارتفاع الأسعار الباهظة أمام المداخيل بالليرة اللبنانية المتدنية أمام الدولار والرواتب المنحطة التي لا تكفي غداء أسبوع من الشهر.. إذا ما استثنينا الكهرباء والماء وإيجار السكن؟!
أعرف أنّ الأخلاق انحطّت في لبنان وانحطاطها سيقضي على الوطن؟!