تعيش معظم المناطق اللبنانية حالة من الفلتان والفوضى غير المسبوقة ربما بسبب الكثافة السكانية التي فرضها النزوح السوري الى هذه المناطق بالتحديد حتى كادت تضيق بالسكان الاصليين.
والاخطر اليوم ان هذه الكثافة وفي ظل التراخي الامني الناتج عن الازمة الاقتصادية، يُبقى الاحياء لا سيما البيروتية منها تحت رحمة الزعران الذين يستبيحون الشوارع، ومن يحاول التصدي لهم يكون مصيره ضربة سكين قاتلة كما حصل مع الرقيب الاول في بلدية بيروت زياد المصري الذي قضى بعد منتصف الليلة الماضية لأنه اعترض على استمرار شبان باستباحة الشارع في الليل واقلاق راحة الناس.
هي ربما ليست الحادثة الاولى فالشواهد كثيرة من طرابلس الى البقاع الى الجنوب الى الضاحية الجنوبية وبيروت، حتى بات الخروج من المنزل مشروع جريمة او حادث ، وحتى البقاء في المنازل لم يعد آمناً.
هل هذه هي بيروت الحياة التي سعى اليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ؟هل هذه هي الطريق الجديدة التي عاهد اهلها الرئيس الحريري على السير على خطاه؟ هل هذا هو لبنان الذي اصبح مرتعاً للفساد والمحاصصة وفقد ابرز ادواره الصحية والتربوية والسياحية؟.
حركة السياحة هذا الصيف على اهميتها لا تستطيع ان تغطي العفن الذي يعشعش في داخل المؤسسات، والدولة غائبة عن المعالجة لأن الزعماء ونوابهم عاجزون عن انتخاب رئيس، وكل طرف يعطل الحياة في البلد حتى فقد كل لبناني ايمانه بهذا البلد تماماً ، لكن المفارقة ان لا احد من الذين خسروا الرهان على البلد يتحرك في وجه هذه الطبقة التي تستمر بكل وقاحة في استباحة المؤسسات واستباحة ارزاق الناس، انه زمن الانحلال الكلي.