تحتار الفتاة الثلاثينية هل الازمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان تمر عليها فقط، ام ان 70 بالمئة من اللبنانيين باتوا فقراء كما تقول الاحصاءات وإستطلاعات الرأي.
ولكن هذه الارقام لا تجدها صحيحة، ففي مشوار بسيط على الاسواق والمحال التجارية والمطاعم، تجد ان اكثر من نصف اللبنانيين يعيشون حياة البذخ كما كانوا في السابق، حتى إن ما كانوا يعتبرون متوسطي الدخل قبل الازمة أصبحوا من الاثرياء بعد الازمة، بعدما لعبت بين ايديهم العملة الخضراء نتيجة التجارة الحرة، او بفعل الحوالات المالية التي يرسلها اقاربهم من الخارج.
وحدها وربما يعدون على الاصابع من يرزحون تحت خط الفقر، فهي موظفة دولة، ومعاشها باللبناني، وتحاول هي وزوجها تدبير امرهم، ويحمدون الله انهم لم ينجبوا طفلاً بعد، فكيف ستتكلف بمصاريف الولادة التي تتراوح بين 700 و800 دولار الى جانب لقاحات الطفل وادويته والحليب والحفاضات، أحياناً كثيرة تفكر بالانتحار، وتقول متلي متل الاربعة لي انتحروا الاسبوع الماضي على القليلة منرتاح ومنريح.
فهي لم تعد تحلم بشيء وتقضي يومها على قيد الحياة «رفع عتب» ليس أكثر، قائلة: قتلوا فينا كل شيء جميل، لم نعد قادرين على الحلم، ولا على التفاؤل.
قسموا برأيها اللبناني الى غني ومعدم، الى حرامي ومدمن، الى مهاجر او طالب للهجرة، لم نعد هذا الشعب الذي يحب الحياة، مؤكدة ان تأثيرات هذه الازمة على نفسية اللبناني وعلى الجيل الجديد ستكون مكلفة جداً، وسيكونون مشوهين داخلياً أكثر من اي شعب اخر مرت عليه الاف الحروب.