بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 آب 2019 12:17ص صاحب المصلحة سلطان!

حجم الخط
وفيما الليل أسود حالك.. والسماء خلت من نجومها.. والهواء الصيفي انعدم من الأجواء.. والصمت المُهيب سيد الموقف.. اخترقت رنّات الهاتف صوت الفراغ.. لتشير عقارب الساعة إلى قبيل انبلاج نور الفجر بقليل..

من أعماق سُباته قفز «صاحبنا» مذعوراً.. «خير ان شاء الله.. مين عم يتصل بهالوقت؟!».. كانت صديقة مقرّبة جداً.. وبعد الـ«ألو» سألها: «خير يا فلانة؟!.. إمك، أبوكي، حدا إشبو شي؟!.. شغلتي بالي».. تحدّثت بصوت منع تهدّجه إيضاح مفاصل الكلمات.. لتُعيد: «أنا أنا.. ما إلي غيرك تفهم عليي.. بعتّلك على الواتساب شو حاطط على الـStatus.. روحو وقلبو تاركهم بالبلد.. أكيد قصدو هي.. وأنا يا ريتو اتصل فيي ولو مرّة واحدة من لمّا سافر»..

وبعدما أسقط «صاحبنا» عن كاهله أسفاراً من الهلع.. قال إثر زفرة طويلة: «ما بدّا هالقد.. على أساس نسيتيه.. ورميتيه ورا ضهرك؟!».. قالت: «قد أكون أخرجته رغماً عنّي من قلبي المتيّم به؟!.. لكنّني لا أزال أنتظر اعتذاره إلى يوم الدين».. فسارع «صاحبنا» إلى القول: «لن يعتذر.. لأنّه يظن نفسه قد سافر وأنتما على صداقة.. بعدما وجد حُبّه إثر اختتام لعبته معكِ».. 

فصاحت: «ومشاعري؟!.. أكان يلعب بها؟!».. أجابها «صاحبنا»: «أنتِ المسؤولة فمنذ بداية العلاقة تركته يسرح ويمرح.. حتى وجد أنّك البلسم الذي داوى به جراحه.. وما أنْ أوصلته إلى ضالّته حتى أصبحتِ «صديقة».. أو على أكثر تقدير «معرفة قديمة».. ولن تكوني أبداً ما تحلمين به»..

فسألت: أيتواصل معك من مهجره؟!.. أجابها «صاحبنا»: «لمّا يكون إلو مصلحة.. أو إذا زهقان وما في حدا يسليه بوقت فراغو.. يعني «صاحب المصلحة سلطان».. اكتفى بجديدو ورمى قديمو ورا ضهرو.. بس الإيام دوّارة»..

فختمت اتصالها قائلة: «الله يحميه وما تدور عليه الإيام».. فقاطعها «صاحبنا»: «stop.. stop.. لوين رايحة؟! عم تدعيلو؟!.. هيدا ما بيستاهلك».. فقالت: «لكنني أحبه».. وأقفلت هاتفها وهدير دمعها المنهمر.. يتردّد على مسامع «صاحبنا»..





أخبار ذات صلة