مشهدية سوداوية داكنة تجثم على المشهد العام في لبنان.. انقشاعها صعب أكيد على كل الصُعُد.. يُهدّد كينونة الوطن والحياة.. المواطن يرتعد وترتجف القلوب من أجندة مُدبّرة تُنفّذ كما الصاعقة لا تخترق حياة البشر فقط بل تصل إلى لحود القبور لتصل إلى عظام الموتى.. نعم هذه هي مسرحية الميليشيات المذهبية والمالية والاقتصادية المُطبِقة على أنفاس الناس التي سرقت إنسانية الوطن وشعبه؟!
الناس جنّت يوم السبت بعد سماع خبر أنّ هذا الأسبوع هو أسبوع بداية «الدولرة» والتعامل بالدولار.. فاشترت زبالة المحلات التجارية خوفاً من الجوع الكافر بأغلى الأسعار.. لأنّ هذه المحال رفعت أسعارها للدولار الواحد بـ75 ألف ليرة.. سرقة بسرقة.. ونهب بنهب وموت يا شعب لبنان العظيم؟!
أضحك قهراً.. ماذا سيحل بالموظّف في القطاع الخاص الذي تدنّى راتبه الشهري إلى سبعة دولارات؟ وأين ضمير أرباب العمل الميت!
في ظل فصول هذه المسرحية الحالكة السواد.. النزاع السياسي بين الأقطاب السياسيين وصل إلى السفاهة.. المُعارضة تُصعّد ولا تعترف بشرعية الجلسة التشريعية لمجلس النوّاب.. والسجالات حول المرشّحين لرئاسة الجمهورية على أشدّها.. والسجالات بين التيار والقوّات بلغ مبلغه يوم السبت الماضي.. والمُتربّصون للانقضاض على المسرح السياسي صامتون لأنّهم يُدوّرون أيدي الجرة لكسرها والانقضاض على المشهد العام؟!
وزير الصحة يتحفنا يومياً بوجود الدواء.. وفي الصيدليات خواء وأسعار خيالية لسعر الدواء.. موت يا إنسان لبنان ولا تطمئن لكلام أي وزير في جميع مناحي الحياة.. لا دواء.. لا غذاء.. لا حياة.. جميعها كذب بكذب حتى الكهرباء من أجل الجباية بدأوا بإعطائها 4 ساعات كل 24 ساعة.. لصوص.. حرامية يجب اجتثاثهم من الحياة العامة؟!
مصلحة الماء التي قطعت المياه ومنعتها من الوصول إلى المواطن.. رفعت أسعارها وكأنّنا لسنا بلد الماء والأنهار.. وإنّما لأنّها تستورد مياهها من المحيط الطلسي بعد أنْ عزَّ الماء الذي يذهب إلى البحر الأبيض المتوسط؟!
هذا غيض من فيض في آخر يومياتنا.. ولكن هذا الغيض سيمسح الشعب اللبناني عن الكرة الأرضية.. آهٍ يا وطني؟!