في بلدنا نصفق ونحتفل إذا ألقت الاجهزة الامنية القبض على شخص صوَّر فتاة عارية خلال محادثة هاتفية وابتزها بعد ذلك، او اعتقال عميل يتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي، علماً ان برامج تجسس إسرائيلية باتت تخرق هواتفنا ليل نهار من خلال الاعلانات التي تبثها على الشاشة المتحركة بين أيدينا بحسب هآرتس.
من المؤكد اننا هنا لا ننتقد هذه الانجازات، ولكن من حقنا المقارنة مع دول سبقتنا بأشواط في كل شيء، علماً ان آلاف المبدعين والمبرمجين الالكترونيين والمخترعين هم في الاصل لبنانيون او متحدّرون من منطقة الشرق الاوسط، ولكن غضّ الطرف عن هذه الانجازات من قبل المسؤولين في بلادنا دفعهم للهجرة طلباً لتحقيق طموحاتهم.
فعلى سبيل المثال «صندوق باندورا» الذكاء الاصطناعي فُتح منذ نهاية العام الماضي، والذي خرج منه ما لا يمكن للعقل البشري تصديقه لجهة ما يمكن ان يقوم به الذكاء الاصطناعي، ولفهم ذلك ومدى تأثيره على سياسة وامن البلد، حضر أكثر من 60 عضواً من مجلس الشيوخ الأميركي جلسة الإحاطة المغلقة، بالإضافة إلى 20 من قادة التكنولوجيا والشخصيات المؤثرة في هذا المجال، على رأسهم الرؤساء التنفيذيون لكلّ من غوغل وIBM وميتا ومايكروسوفت وإنفيديا وOpen AI وبالانتير وإكس، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي السابق لمايكروسوفت بيل غايتس، والرئيس التنفيذي السابق لغوغل إريك شميدت، وكل ذلك من أجل حفظ المصلحة الأميركية أمام صناعة الذكاء الاصطناعي.
الاجتماع بحث ايضاً تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف والمجتمع، ودور الحكومة في الإشراف على تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره، ونحن في بلدنا إذا أردت ان تطبع سيرتك الذاتية وانت على عجلة من أمرك لإجراء مقابلة لوظيفة عمل فلن تجد كهرباء في اي مكتبة على طريقك، وإن أردت وثيقة رسمية فلن تحصل عليها الكترونياً، لان مشروع الحوكمة الالكترونية لم يطبق بعد في بلدنا!!