لفتني عنوان صندوق لأغنية اصالة الجديدة فقررت سماعها ويا ليتني لم افتح على هذه الاغنية ولا ذلك الصندوق الذي تناثرت منه ذكريات موجعة من دون ان تمسسه يدي، فذلك الصندوق كما اصالة «صرلو عمر عندي» وبخاف افتحو جوّاتو في كمشة صور وزرار وحكايات.
من منا لم تسلبه الحروب والظروف الاقتصادية بيوتهم، حياتهم، يومياتهم، وتَركت لهم صناديق يخشون فتحها، مركونة في أدراجهم، منسيّة خوفاً من أن تحرق حرارتها أصابعهم وارواحهم وقلوبهم.
وجع التهجير والهجرة يمتد من لبنان الى سوريا وغزة، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023، سجّل لبنان هجرة 23,621 شخصاً، مقابل 7,096 شخصاً في الفترة ذاتها من العام 2022، فيما يزداد هذا المشهد قساورة في جنوب لبنان، حيث تجاوزت أعداد النازحين الـ100 ألف شخص بسبب الحرب المستمرة على الحدود.
اما في غزة، فمشهد التهجير أكثر خطورة، بحيث وصلت أعداد النازحين إلى حوالي مليون و200 ألف إنسان، جزء كبير منهم ينتظر أمام معبر رفح النهاية أو الأمل أو الموت، وجزء كبير منهم فقدوا عائلاتهم.
وفي سوريا، يستمر مشهد اللجوء حتى ان الغالبية العظمى منهم رموا أنفسهم في مراكب الموت في عمق البحر.
هؤلاء الملايين ليسوا مجرد ارقام انهم بشر لهم ذكريات وصناديق تشبه صندوق أصالة، خبأوا فيها جراحهم وآمالهم ووجوه أهاليهم ومفاتيح بيوتهم لعلهم يعودون إليها ذات مرة.