حكايا الناس

28 حزيران 2023 12:00ص «طبقيّة الغرق»!

حجم الخط
«المياه كلها بلون الغرق»، كما يقول إميل سيوران بكتابه، ولكن للغرق طبقية أيضاً، قبل ايام التهم قرش سائحاً في الغردقة على ساحل البحر الأحمر، مركبٌ مُحمّل بالمهاجرين يغرق في المتوسط، غواصة تحوي 5 أغنياء، ضاعت في المحيط الأطلسي وقضى كلّ من فيها، احتمالات الموت في البحر قائمة دائماً، تارة قد تصبح مياهه قبراً للسائح، والمغامر والمهاجر. 
لون المياه واحد، والموت واحد، لكن التعامل مع الحادث من ناحية المجتمع والدول وأجهزتها يختلف، وهذا ما كشفه بالتحديد التناقض في الموقف الدوليّ من حوادث الغرق الأخيرة، فالموت إما بفعل الطبيعة عن طريق القرش، أو سياسات الهجرة التي تريد صون أوروبا، أو الرغبة باكتشاف حطام «التايتنك» عبر الغواصة «تيتان» لرفع أدرينالين المغامرة.
القارب الذي غرق أمام أعين خفر السواحل، الذين مدّوا حبلاً يتيماً لإنقاذ 700 مهاجر، لا يمكن معرفة اسمائهم الا بعد موتهم، هذا وإن تم الاعلان عنهم، اما اسماء اصحاب الملايين الذي ارادوا خوض مغامرة لتأمل حطام سفينة «التايتنك» على الفور ضج بها العالم أجمع وإستنفرت كافة أجهزة الدول البحرية والعسكرية والأمنية لمعرفة مصيرهم، من المؤكد أنها سطوة الرأسماية الفردية.
قارب اللاجئين لا أسماء من ورائه، ولا حكايات سوى عن الموت، لترهيب الآخرين الذين يواجهون السيناريو نفسه منذ عام 2012، فيما الغواصة تحوي أفراداً، أسماؤهم، وثروتهم ظهرت الى العلن، ولم بفتح أي مسؤول فمه ويوجه اللوم لهم، وهنا يمكن أن نفسر جشع رأس المال حين يقترن بالمغامرة.
أخبار ذات صلة