بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 شباط 2018 12:05ص «طريق الجديدة» .. تاريخ وعروبة

حجم الخط
الأماكن تتبدل، وفقاً لحالتها على مدار التاريخ وتؤثر فيها عوامل سيوجرافية أو جيوبوليتكية فتمنحها صفاتها المؤثرة والمانحة لهويتها وفق الزمن المترافق.
ومنطقة «طريق الجديدة» مثال حيًّ على مر التاريخ، انها صورة الوطن وظلاله فاتنة العروبة والقومية ومعشوقة الوطن.. تنسكب كقطرة ماء باردة، زرقة الليالي تعلو جدارنها لتميل على الصفاء الذي يكسو نفوس ساكنيها.
آثار حضارات ضاربة في القدم تلوّن الدروب والبيوت والأبواب لا يزال يسكن أرضها الطيبة.
هي المعشوقة التي نازلها العديد من الفرسان، أجواء مقامها الماثل وفتنوا بعروبتها وناصريتها وأولهم الزعيم جمال عبد الناصرّ يوم استشهد في أحد خطاباته بالشهيد البيروتي خليل عزالدين الجمل يوم قرعت له أجراس كنائس «الكحالة» وهو محمولاً على الأكف من مختلف أبناء الوطن..!
طقوس فلكلورية، وروابط اجتماعية متراصة بين صفوف الأهل والأصدقاء والأقارب، ألهب خيال الكتاب البيارتة المبدعين أمثال محمّد عيتاني الذي هو أول من أرَّخ لمدينته ورأس بيروت أيام زمان والمورخ البروفسور حسان حلاق، والمحامي المؤرخ د. عبداللطيف فاخوري.
طريق الجديدة، الرمز والنموذج، وذات الطابع الإسلامي العريق منذ فجر التاريخ البيروتي الأصيل. ويا زمان الوصل بأريج الماضي!
المكانة في هذا الوطن بل تتجاهلها ولأنها (مدينة فريدة) ليس لها مثيل.
وها هو المؤرخ الفرنسي كيرسول، يستخدم عبارة الفن المسلم في التاريخ تاريخ العمارة الاسلامية.. وكتابه يُطلق على هذا الدين وحضارته.
وأيضاً، هناك أمثال الشرق والغرب. والتاريخ من أفواه البسطاء أي الأمهات والجدات، والأجداد المعمرين.
عام 1958، استقبل الزعيم جمال عبد الناصر في قصر الضيافة أبناء المدينة أمثال، عبد الرحمن بكداش العدو، والمعلم جميل حاسبيني (أبو الرياضة) والحاج محمود الدنا، والحاج راشد الحوري، وراشد دوغان، وعدنان بدرا، وطلبوا منه أن يعطي اسمه للجامعة التي أنشأها في بيروت فرفض.


أخبار ذات صلة