بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 كانون الثاني 2018 12:05ص عوالم اللامبالاة؟!

حجم الخط
تأخذنا الاقدار أحياناً إلى مواقع لم نرَها ولم نعرفها.. نعيش فيها ونتنسّم هواها.. نحبها ونحب أهلها.. لكننا على أرض الواقع لم نزُرها إلا في أحلام يقظتنا.. 
مثل هذا الحلم يتكرر يومياً.. مما يطرح التساؤل أين هذه الدنيا.. وأين مني من أهلها وناسها.. لكن هي الروح ترحل وترحل.. ترسم لنا محطات قريبة لكنها بعيدة بالمسافات آلاف الكيلومترات.. وربما هي غير موجودة..
أقف هنا على محطات الحياة.. أسأل نفسي: هل زرت في رحلة من رحلاتي مثل هذه الأرض؟ هل رأيت مثل هذه البطاح؟ هل عرفت ما عِرق هؤلاء النّاس وجنسيتهم؟ الجواب مبهم.. ليس لأن الذاكرة خانتني.. بل لأنني أنا من هذا الشعب.. أعيش على أرضه.. أحب جبله وبحره.. أحب ناسه الكرماء.. ولكنني على أرض الواقع أرفض إذلال المواطن اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. أرفض أن نعيش على أرضنا ونكون فيها غرباء.. لا سند لنا ولا من يسهل أمور دنيانا غير الله..
واحدنا في هذا الوطن قرض العلم قرضاً.. وفهم فلسفات العالم.. كوَّن له موقعاً يخلّده كصاحب كلمة تذهب في موضعها.. لتحسين الأحوال.. ولكننا في زمن «السند المتناتش» ما عادت الكلمة سلاحاً يحارب ولا يصحح وضعاً مزرياً.. بل أصبحت الكلمة تكتب أو تقال لتذهب إلى سلّة المهملات..
من حوّل إنتاج أبناء الوطن إلى ركام المزابل أو المطامر؟ من أضاع معنى الكلمة الصائبة حتى تفعل فعلها وتقوم بعملها تماماً كمبضع الجراح الذي يجتز الأمراض الخبيثة من الأجساد؟
أمراض الوطن باتت مستفحلة.. تكاد تنقضّ على المجتمع بأكمله.. بعد أن حولت الأوضاع الرثة المواطن إلى سلعة تباع وتشرى على قارعة الطريق وليس في أسواق النخاسة..
أتأمل هذا الوطن.. أتأمل حالي وحال شعبنا.. تُرى هل ما زال لدينا شعب يعرف حقوقه ويطالب بها؟ أم أن تأمين لقمة العيش أخرسه فأخرجه من آدميته إلى عوالم اللامبالاة؟!

أخبار ذات صلة